وصلت القضية إلى المحكمة، وجاء الحكم لصالح برنارد هيتون تماما.
امتقع وجه ديفيد ألين وشحب كالمحتضر، وأدرك أنه بات مرة أخرى مفلسا تماما لا يمتلك قدما مربعة واحدة من الأرض. وغادر قاعة المحكمة مطأطئا رأسه، ولم ينبس بكلمة لمن كانوا يدافعون عنه. وهرع هيتون في أثره، حتى لحق به على الرصيف.
وقال لخصمه المهزوم: «كنت أعلم أن النتيجة ستكون كذلك.» ثم أضاف: «لم يكن ثمة نتيجة أخرى ممكنة. ولا أريد أن ألقي بك في الشارع صفر اليدين. سأمنحك ما منعته عني. وسأخصص لك راتبا سنويا قيمته ألف جنيه.»
كان ألين يرتعش، ورمق ابن خاله بنظرة واحدة أودع فيها كل ما كنه له من كراهية مريرة.
وصاح فيه: «لقد نجحت أيها المخادع!» ثم أضاف: «أنت ومحاميك الشرير جراي. أقول لك إن ...»
وفجأة قطع حديثه دم اندفع من جوفه إلى فمه، ثم سقط على الرصيف صريعا. لقد فقد أرضه وحياته في اليوم ذاته.
أسف برنارد هيتون لما حدث بشدة، لكنه واصل أبحاثه في المنزل، وصب تركيزه على شئونه الشخصية. لم يكن له من الأصدقاء تقريبا سوى المحامي جراي الذي ذاع صيته بعد أدائه اللافت في القضية الشهيرة. أفصح له هيتون عن بعض آماله، وأخبره بما تعلمه خلال السنوات التي غاب فيها عن العالم عندما كان في الهند، وقال إنه إذا نجح في الجمع بين غيبيات الشرق وعلم الغرب، فسيخلد اسمه في التاريخ ولن يخبو صيته أبدا.
وحاول المحامي - الذي كان رجلا عمليا - أن يثني هيتون عن مواصلة أبحاثه الفريدة، لكن دون جدوى.
قال جراي: «ليس من وراء هذا طائل.» ثم أضاف: «لقد أفسدتك الهند. من يخض في هذا المجال باستفاضة يفقد صوابه. العقل أداة هشة. فلا تعبث بها.»
رد هيتون مصرا: «لكن ستكون الاكتشافات العظيمة في القرن العشرين في هذا المجال، كما كانت أعظم اكتشافات القرن التاسع عشر متعلقة بالكهرباء.»
Page inconnue