Intercession in the Prophetic Traditions
الشفاعة في الحديث النبوي
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Lieu d'édition
بيروت - لبنان
Genres
والنصوص في اخراج الموحدين من النار ودخولهم الجنة كثيرة فمنها: ما رواه البخاري عن جابر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرج من النار قوم بالشفاعة كانهم الثعارير» قلنا وما الثعارير؟ قال: "الضغابيس" (١)، واخرج الإمام مسلم بسنده عن أبي ذر ﵁ عن النبي ﷺ انه قال:
«أتاني جبريل فبشرني انه من مات من امتك لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت وان زنى وان سرق؟ قال وان زنى وان سرق» (٢).
وهذه الشفاعة هي التي اختارها ﷺ حين خُير بما جاء في حديث أبي موسى الاشعري ﵁ مرفوعًا: «خُيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة، لانها اعم واكفى اترونها للمتقين؟ لا ولكنها للمذنبين، الخاطئين، المتلوثين» (٣). فهذه الشفاعة مقصورة على المتلوثين الخطائين -شفاعة أهل الكبائر- أما المتقين فهم ليسوا من أهلها، بل قد تشملهم شفاعات اخرى كشفاعة المقام المحمود أو السبعين الفًا أو غيرها من الشفاعات.
وجاء من حديث عوف بن مالك ﵁ عن النبي ﷺ: «أتاني آت من عند ربي فخيرني بين ان يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئًا» (٤). وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ انه قال: «لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني احتبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة -ان شاء الله- من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا» (٥).
قال الإمام النووي: «وفي هذا الحديث بيان كمال شفقة النبي ﷺ على أمته، ورأفته بهم، واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة فأخر ﷺ دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم» (٦).
(١) انظر تخريجه برقم (٦٠).
(٢) انظر تخريجه برقم (١٠٦).
(٣) انظر تخريجه برقم (٦٢).
(٤) انظر تخريجه برقم (١٥).
(٥) انظر تخريجه برقم (٢).
(٦) شرح مسلم٣/ ٧٥ وانظر فتح الباري، إبن حجر١١/ ١١٧،وشرح مسند أبي حنيفة، ملا علي القاري ص٥٠١.
1 / 93