أشواطًا في الكشف والاختراع بعيدة المدى، ولكنه في جموح بعض جوانبه، وغرور طائفة من رجاله، جاوز وظيفته في البناء إلى التخريب حين أقصي من منطلق حركته سنة الله في الكون، وحكمته في الحياة، وفطرته في الإنسان.. فَضَلَّ وتاه.. وأصبح بذلك داءًا قائلًا بدل أن يكون الدواء النافع، وانقلب نارًا محرقة بدل أن يكون النور الساطع..
قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ ١
المعركة وأصالة البناء الثقافي:
١- ولا بُدَّ لنا من أن نقيم بناءنا الثقافي على ركيزة الأصالة حتى يكون واضح السِّمَةِ، معروف النسب، موصلًا بعقيدتنا الحقة، ومبادئنا السامية، وشخصيتنا المتميزة، وقيمنا الخالدة.. وأن نقومه تقويمًا عميقًا ونحرره من أخلاط الثقافات المسمومة، ورواسب الغزو الفكري الدخيل.. حتى يكون عطاؤه السخي حقًا خالصًا، وعلمًا نافعًا، وعمرانًا دائمًا، وإبداعًا حضاريًا يسير في ركب الإيمان والحق والعدالة والحرية..
ودعامة الأصالة الثقافية للأمة الإسلامية هي الفهم الصحيح لكتاب الله ﷿، وسنة رسوله ﷺ، والتفقه في الدين، واستيعاب التاريخ الإسلامي، وحل المشكلات المعاصرة للمجتمع الإسلامي من