Humanisme : Une très brève introduction
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
إلا أن كثيرا من الدينيين يتشككون في الزعم القائل بأن الأخلاق شيء يمكن لمن يرفضون الإيمان بالإله أن يستخدموه في حججهم المعارضة لوجود الإله. وثمة ثلاثة تحديات عادة ما تظهر في هذا الشأن؛ وهي كالتالي:
أولا: «كيف يمكن أن يوجد خير دون وجود الإله؟» بالتأكيد في معرض حديثنا عن الأشياء سواء «الصحيحة» أو «الخاطئة» أخلاقيا، فنحن بذلك يكون لدينا معيار موضوعي من صنع الإله يمكن أن نقيس عليه مثل هذه القيم. فإن لم يوجد الإله، فلا وجود لمثل هذا المعيار؛ ومن ثم لن يعدو مثل هذا الحديث سوى تعبير عن تفضيلات شخصية. وعلى المستوى الأخلاقي، يمكننا جميعا أن نفعل ما يحلو لنا.
ثانيا: «كيف يتأتى لنا أن نعرف الخير من دون الإله والدين ليرشدانا إليه؟» بالتأكيد، دون البوصلة الأخلاقية التي يوفرها لنا الدين، لن نعرف أين نحن ولا وجهتنا الأخلاقية.
شكل 4-1: النبي موسى يهبط من جبل طور سيناء حاملا الوصايا العشر من الإله. وبحسب بعض الدينيين، يجب أن تأتي منظومة الأخلاق من الإله.
ثالثا: «هل سنكون أخيارا من دون الإيمان بالإله؟» بالتأكيد نحن نحسن التصرف فقط لإيماننا بوجود إله مطلع على ما نحن بصدده، سيحكم على أفعالنا ويعاقبنا إن أخطأنا ويكافئنا إن أصبنا. من المهم أن يؤمن الناس بوجود الإله، حتى يظلوا على الطريق القويم.
سيبدأ هذا الفصل بإلقاء نظرة أكثر عمقا على هذه التحديات الثلاثة. (1) هل يمكن أن يوجد خير من دون وجود الإله؟
إحدى أشهر الحجج أنه من دون وجود الإله، فإن منظومة الأخلاق مستحيلة، وهي تسير على النحو التالي:
لا يمكن أن تنبع منظومة الأخلاق منا، ولا يمكن أن تكون من صنيعنا؛ فلو كانت من صنيعنا، لكانت اعتباطية ونسبية؛ وهذا ما ليست عليه.
لم اعتباطية؟ لأنه إن كان لا يوجد صحة أو خطأ قبل إصدارنا حكما على شيء بأنه صحيح أو خاطئ، فلن يستند حكمنا إلى أسباب أخلاقية. ومن وجهة النظر الأخلاقية، أي حكم نصدره يجب أن يكون حتما اعتباطيا بالكامل.
ولم نسبية؟ إذا كان الصحيح أو الخاطئ أخلاقيا يتحدد بما نقول، إذن، لو قلنا إن تعذيب الأبرياء صحيح، لكان صحيحا. وفي الواقع، بالنسبة إلى من يقولون إنه صحيح، هو صحيح بالنسبة إليهم. الصحيح أو الخاطئ يعتمد تماما على ما نحكم به أيا كان.
Page inconnue