Humanisme : Une très brève introduction
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
لكن إن كان هذا هو ما عليه الملحد، فأنا لست ملحدا، ولا أغلب الفلاسفة (الأمر الذي سيتفاجأ به كثير جدا منهم).
بالتأكيد أغلب أنصار اللاهوت السلبي لا يعبرون عن حيرتهم ودعمهم للتأمل الفلسفي فحسب؛ بل إنهم مع اعترافهم بجهلهم، غالبا ما يكون في جعبتهم الكثير والكثير ليقولوه عن الإله، حتى إن كان مستغرقا ومصطبغا بشدة بلغة القياس والمجاز. على سبيل المثال، قال تيرنر في الاقتباس السابق إن العالم «خلق» من العدم، وليس أنه «ظهر» فحسب من العدم أو كان العدم سببا فيه. ولكن لأن فكرة أن العالم مخلوق تقود المرء على نحو طبيعي إلى فكرة أن العالم له خالق أو سبب، فيبدو كما لو أن تيرنر هنا يلمح إلى شيء «مقابل» على الأقل لكيان أو سبب يتجاوز الحدود المادية. وفي هذه الحالة، هو يلمح إلى شيء يمكن للملحدين أن يبدءوا في تحديه.
وبالطبع، فإن كثيرا من التأليهيين أنصار اللاهوت السلبي يعتبرون هذا الكيان الغامض المتجاوز للحدود المادية جديرا بالعبادة والشعور بالعرفان تجاهه؛ الأمر الذي يطرح السؤال التالي: كيف يتأتى لهم أن يعرفوا أن العبادة والشعور بالعرفان موقفان مناسبان لنا كي نكنهما تجاه هذا الكيان، إن كان حقا كيانا لا سبيل إلى معرفته؟
في الواقع، إن كان تيرنر على حق والعالم مخلوق، أفلا يقدم لنا مقدار المعاناة الرهيب الذي يحويه العالم أسبابا قوية لإضافة صفتين إضافيتين إلى قائمة الصفات التي يقول أنصار اللاهوت السلبي إن إلههم ليس عليها: فإلههم ليس جديرا بالعبادة ولا بالشعور بالعرفان له.
خاتمة
في الفصل السابق، تأملنا كيف أن عددا من أشهر الحجج المؤيدة لوجود الإله هي حجج ضعيفة، كما رأينا أنه لا يتضح بأي شكل من الأشكال منطقية أن الكون من خلق كيان خارق أو ذكاء فائق من نوع ما متجاوز للحدود المادية.
وفي هذا الفصل، رأينا أنه ثمة تحد قوي آخر أمام الإيمان بالإله حسب المعتقد التوحيدي التقليدي؛ ألا وهو: تحدي الإله الشرير. ولأنني لا أرى سبيلا للرد على هذا التحدي، فإني أعتقد أنه لا وجود لمثل هذا الإله.
الفصل الرابع
الإنسانوية والأخلاق
من بين «الأسئلة الكبرى» التي تتناولها الإنسانوية الأسئلة الأخلاقية؛ أسئلة حول ما «يجب» علينا وما «يجب علينا ألا» نفعله. والإنسانويون مؤمنون بالصواب والخطأ. وفي الواقع، كثير منهم لديهم التزام أخلاقي شديد.
Page inconnue