Humanisme : Une très brève introduction
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
هل يمكن أن يتضح بجلاء عدم وجود الإله، حتى مع الاحتكام إلى الغموض ومختلف نظريات العدالة الإلهية وغيرها من الاستراتيجيات التي استحدثها التوحيديون للدفاع عن معتقدهم؟ من وجهة نظري، نعم يمكن ذلك.
فكر في اعتقاد مختلف بعض الشيء، وهو أن الكون صمم وخلق على يد كيان كلي القدرة وكلي العلم، إلا أن هذا الكيان ليس كلي الخير، بل إنه مستطير الشر، فلا تعرف قسوته ولا أذاه حدودا.
لاحظ أنني أسوق فرضية الإله البديلة هذه، لا لأنني أرى أنها من المحتمل أن تكون صحيحة؛ وإنما لطرح السؤال التالي: هل هذه الفرضية أقل معقولية في الواقع من فرضية الإله الخير؟
بالطبع، يعتبر الجميع تقريبا فرضية الإله الشرير عبثية. لم؟ بادئ ذي بدء، ثمة أدلة كثيرة جدا تعارضها، وبالتأكيد فإن كيانا كلي القدرة وكلي العلم وكلي الشر لن يسمح بوجود أشياء طيبة كثيرة بهذا القدر في خلقه؛ على سبيل المثال، لم يقوم مثل هذا الكيان الشرير بما يلي:
خلق جمال طبيعي يمنحنا كل هذا القدر من البهجة؟
منحنا أطفالا نحبهم ويحبوننا حبا بلا حدود؟ فالإله الشرير يزدري الحب؛ ومن ثم لا يحتمل أن يضع دفقات من هذه البهجة في خلقه.
منحنا أجسادا فتية بحيث نستمتع بالرياضة وممارسة الجنس وما إلى ذلك؟
السماح لنا بمساعدة بعضنا بعضا والتخفيف من المعاناة التي نشعر بها، وهذا بالتأكيد ليس التصرف الذي سيسمح به إله شرير، بل كان سيرغمنا على التسبب في معاناة أكبر، بدلا من السماح لنا بالتقليل منها.
الإنعام على بعض الناس على الأقل بوافر الصحة وكثرة المال وجم السعادة؟
ألا تقدم لنا هذه المظاهر التي يمكن ملاحظتها في الكون أدلة قوية تعارض فرضية الإله الشرير؟ بل ألا يتضح بجلاء أنه لا وجود لمثل هذا الكيان، مع وضع تلك الأدلة في الاعتبار؟ ولعلنا نطلق على هذه الإشكالية التي تواجه فرضية الإله الشرير «إشكالية الخير الإثباتية».
Page inconnue