Humanisme : Une très brève introduction
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
وفي الواقع، اعترف بعض علماء اللاهوت الكاثوليك، مثل الكاردينال بلارمين الذي كان مسئولا عن التحقيق مع جاليليو، أنه إن ثبت بالبرهان الحاسم أن الأرض تتحرك، فقد يحتاج الكتاب المقدس إلى إعادة تفسير. إلا أن المشكلة أن جاليليو لم يملك دليلا حاسما.
وعليه، فإن وصف موقف الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الحين بأنه كان متحجرا وغير مبال «بالكامل» بالتطورات العلمية الحديثة سيكون مبالغا فيه بعض الشيء. لكن يبدو أن الكنيسة كانت مؤيدة لتعذيب وقتل أي عالم مستعد للمعارضة العلنية لأفكارها الكونية القائمة على مركزية الأرض دون أن يملك دليلا علميا دامغا.
وبطبيعة الحال، يتفق تماما الغالبية العظمى من الدينيين اليوم على أن استخدام العلم والعقل في محاولة فهم الكيفية التي يسير بها الكون يجب ألا يخضع لأي رقابة أو توجيه ديني. في عام 2000، اعتذر البابا يوحنا بولس الثاني علانية، من بين جملة أشياء أخرى، عن محاكمة الكنيسة لجاليليو. إلا أنه في عام 1990، نقل الكاردينال راتسنجر، البابا بنديكت السادس عشر، البابا الحالي، عن الفيلسوف بول فايراباند فيما يبدو عن تأييد منه:
في زمن جاليليو، كانت الكنيسة تؤيد العقل أكثر بكثير من جاليليو نفسه. وكانت محاكمة جاليليو منطقية وعادلة.
والمعنى الدقيق الذي قصده راتسنجر بتلك الملاحظة محل خلاف، إلا أنه من الواضح أنه أثار دهشة بعض الإنسانويين. (7) عصر التنوير
يمتد عصر التنوير - المعروف أحيانا ب «عصر العقل» - من أواخر القرن السابع عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر. وقد شهد عصر التنوير نقدا متزايدا للمعتقدات والمؤسسات الدينية التقليدية من جانب جماعات دينية حديثة أكثر راديكالية، وقد أدى ذلك إلى انقسام الديانة المسيحية إلى مزيد من الطوائف. لكن رغم توجيه الانتقادات إلى الدين، كان ذلك عادة من وجهة نظر معتقدات دينية بديلة؛ فحينها كان وجود المعتقدات الإلحادية ما زال نادرا، وفي كثير من الأماكن كان اعتناق مثل هذه الأفكار ينطوي على المخاطرة بالوقوع تحت طائلة الاضطهاد.
في فرنسا في منتصف القرن الثامن عشر، نشر مفكرا عصر التنوير دنيس ديدرو (1713-1784) وجون دالمبير (1717-1783) «الموسوعة»؛ وهي ملخص محرر للمعارف احتوى على العديد من الأفكار الليبرالية والخاصة بالمذهب الطبيعي والتشككية الراديكالية. كان ديدرو ملحدا، وكان كلا الرجلين يوجهان انتقادات شديدة للدين المؤسسي. وقد حظر هذا الكتاب قبل أن يكتمل. وعصر التنوير باعتباره حركة فكرية وصف بمجموعة مختلفة من الطرق. وقد عرف ديدرو ودالمبير المفكر التنويري بأنه الشخص الذي:
يطأ بقدميه التمييز والتقليد والإجماع العام والسلطة؛ أي كل ما يستعبد أغلب العقول، وهو الذي يجرؤ على التفكير بنفسه.
لكن لعل أشهر تعريف لعصر التنوير يأتي من الفيلسوف إيمانويل كانط (1724-1804)، الذي كتب في عام 1784 مقالا قصيرا بمجلة حمل عنوان «ما التنوير؟» ووصف فيه عصر التنوير بأنه:
خروج المرء من إطار الطفولة الذي فرضه على نفسه. والطفولة هي غياب القدرة على استخدام المرء عقله دون توجيه من شخص آخر، وهي إطار يفرضه المرء على نفسه، يعتمد على نقص، لا في العقل، بل في العزيمة والشجاعة على استخدام العقل دون توجيه خارجي. لذا، فإن شعار عصر التنوير هو «تجرأ على المعرفة»؛ تمتع بالشجاعة لاستخدام عقلك!
Page inconnue