فهمنا كيف أن أنواعا من البقر الذي كان يمشي على اليابسة قد نزلت إلى البحر قبل نحو 30 أو 40 مليون عام فصارت تتدرب على السباحة حتى صارت أذرعها زعانف كما ترى في القياطس من العنبر إلى الدلفين، وكذلك الشأن في السلاحف بل إننا نعرف الآن حيوانات لا تزال تجمع بين اليابسة والبحر، وكل هذا تم بالتعود الذي يكتسبه الابن عن الأب.
إن الوسط يغيرنا ويطورنا، ونحن قادرون على خلق سلالات ثم أنواع جديدة من النبات والحيوان.
نشأة الكون وتطوره
عندما نتأمل السماء في ليلة صافية حالكة نجد مئات النجوم الباهرة وآلاف النجوم المثبتة كما لو كانت رملا أو ضبابا، وإذا كنا في الخلاء وجدنا هذا الرمل أو هذا الضباب على عرض كبير وعلى استطالة تبدو لنا كما لو كانت استدارة، نرى نصفها فقط من آفاق الجنوب إلى آفاق الشمال.
هذه المجموعة من النجوم تسمى المجرة، ويسميها الفلاحون عندنا «سكة التبانة» وما نراه فيها من نجوم إنما هو جزء صغير جدا مما تحتويه؛ إذ تبلغ نجومها مئة ألف مليون، وشمسنا إحدى هذه النجوم.
وفي الكون من المجرات نحو مئة ألف مليون مجرة.
والكون كله؛ أي: مجراته بشموسها وكواكبها، مؤلف من عناصر قليلة لا تكاد تزيد على مئة عنصر عرفنا منها 98 على أرضنا، أبسطها وأخفها هو الهيدروجين، وأعقدها وأثقلها هو الأورانيوم.
وليس في الأرض عناصر لا توجد في النجوم، كما ليس في النجوم عناصر لا توجد في الأرض، ويسهل علينا أن نعرف عناصر النجوم؛ إذ هي غازات تحلل أضواؤها بالموشور وتقف على العناصر المؤلفة منها، ولكن هذا لا يسهل بشأن الكواكب؛ إذ إن عناصرها ليست غازات ولكننا نعرف أن الكواكب مشتقة من النجوم «الشموس» فنوقن أن عناصرها هي عناصر الشموس.
وليس في شمسنا عنصر لا نعرفه على الأرض، وقد حدث أننا عرفنا غازا في الشمس أسميناه باسمها وهو هليوم «هيلو = شمس» ثم لم تمض سنوات حتى عرفناه في الأرض وصنعنا منه بلونات تطير؛ لأنه من أخف الغازات.
فالكون وحدة، هو بمثابة النجم الواحد قد ارفضت أجزاؤه فصارت ملايين النجوم والكواكب.
Page inconnue