L'homme dans le Coran
الإنسان في القرآن
Genres
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى (النازعات: 40، 41).
فجملة هذه القوى من النفس والعقل والروح هي «الذات الإنسانية»، تدل كل قوة منها على «الذات الإنسانية» في حالة من حالاتها، ولا تتعدد «الذات الإنسانية» بأية صورة من صور التعدد؛ لأنها ذات نفس، أو ذات روح، أو ذات عقل، فإنما هي إنسان واحد في جميع هذه الحالات، وهي تعبيرات عنها في جميع اللغات تقضي بها ضرورة الكلام عن كل قوة خفية تدرك أعمالها ولا تدرك مصادرها.
وعلى هذا النحو تكلم الناس عن ملكات العقل والنفس والروح، وعما ينسب إليها من وعي باطن ووعي ظاهر، ومن ضمير ووجدان وخيال وحافظة وبديهة وروية، إلى غير هذه الأسماء التي تتعدد للتمييز بين الأعمال، وإن لم تتعدد في مصدرها المعلوم أو المجهول.
وقد ذكرت النفس في القرآن بجميع قواها التي يدرسها اليوم علماء النفس المتخصصون لهذه الدراسات في موضوعاتها الحديثة.
فقوة الدوافع الغريزية تقابل النفس «الأمارة بالسوء»:
وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء (يوسف: 53).
وقوة النفس الواعية تقابل النفس الملهمة:
ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها (الشمس: 7-10).
وقوة الضمير تقابل النفس اللوامة، وهي النفس التي يقع منها الحساب كما يقع عليها، وجاء ذكرها من أجل ذلك مقرونا بيوم القيامة:
لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة (القيامة: 1، 2).
Page inconnue