L'homme dans le Coran
الإنسان في القرآن
Genres
إن الإنسان لفي خسر (العصر: 2).
بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (القيامة: 5).
إن الإنسان لربه لكنود (العاديات: 6).
وقد يذكر بالضدين في الآية الواحدة كما جاء في قوله تعالى:
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين (التين: 4، 5).
ونقرأ في بعض التفاسير أن أسفل سافلين هو أرذل العمر، وهو يقتضي أن يكون «أحسن تقويم» هو تقويم الطفل الوليد.
ونقرأ في غيرها أن أسفل سافلين هي الجحيم، فيكون لزاما أن الجنة هي المقصودة بأحسن تقويم.
وفهم الكثيرون أن التقويم الحسن هو الصورة الظاهرة لاعتدال قوام الإنسان، وليس جمال الخلق وحده مرتبطا باعتدال القوام، بل ترتبط به القدرة على العمل والإرادة، وهي قدرة لم تخف علاقتها بصورته الظاهرة قبل عصر التشريح والعلم بوظائف الأعضاء، الذي أثبت العلاقة الضرورية بين اعتدال القامة وجهاز النطق في الرأس والعنق وعمود الظهر وسائر البدن، ثم زاد الناس علما بما يعنيه التقويم الحسن من فضائل العقل والجسد، ومن مزايا الفطنة والجمال.
وإنما المعنى الموافق لسائر معاني الآيات، أن الجمع بين النقيضين في الإنسان ينصرف إلى وصف واحد، وهو وصف الاستعداد الذي يجعله أهلا للترقي إلى أحسن تقويم، وأهلا للتدهور إلى أسفل سافلين.
على أن الآيات التي قصر فيها القول على خلق جسد الإنسان لم تخل مما يوحي إلى المخلوق المسئول أن أطوار خلقه السوي إعداد لما هو أشرف من حياته الحيوانية، وبرهان من براهين التبليغ برسالة الغيب، عسى أن ينظر في الخلق فيرى فيه آثار الخالق الذي لا تدركه الأبصار والأسماع:
Page inconnue