35

Insaf Fi Tanbih

الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب التي أوجبت الاختلاف

Chercheur

د. محمد رضوان الداية

Maison d'édition

دار الفكر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٣

Lieu d'édition

بيروت

وَيجوز أَن يكون من الْوَضع الَّذِي هُوَ الاسقاط والاطراح فَيكون مَعْنَاهُ أَن الْوَحْي يسْقط الَّذِي تصنعونه ويبطله وَمن هَذَا النَّوْع الْمُشْتَرك التَّرْكِيب قَول الله تَعَالَى ﴿حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم﴾ فان هَذِه الْآيَة فِي بَعْضهَا خلاف وَفِي بَعْضهَا وفَاق فَمن قَوْله ﴿حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم﴾ الى قَوْله ﴿وأخواتكم من الرضَاعَة﴾ تَحْرِيم مُبْهَم مُتَّفق عَلَيْهِ وَقَوله تَعَالَى ﴿وربائبكم اللَّاتِي فِي حجوركم من نِسَائِكُم اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهن﴾ تَحْرِيم غير مُبْهَم وَوَقع قَوْله تَعَالَى ﴿وَأُمَّهَات نِسَائِكُم﴾ متوسطا بَين التحريمين فَجعل قوم أُمَّهَات النِّسَاء من التَّحْرِيم الْمُبْهم وَجعله آخَرُونَ من التَّحْرِيم غير الْمُبْهم وَقَالُوا اذا تروج الْمَرْأَة وَلم يدْخل بهَا لم تحرم عَلَيْهِ أمهَا وانما أوجب هَذَا الْخلاف أَنه ﵎ أعَاد فِي هَذِه الْآيَة ذكر النِّسَاء مرَّتَيْنِ ثمَّ قَالَ على اثر ذَلِك ﴿اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهن﴾ فَمن جعل أُمَّهَات النِّسَاء من التَّحْرِيم الْمُبْهم ذهب الى أَن اللَّاتِي صفة للنِّسَاء المتصلات بالربائب خَاصَّة دون النِّسَاء المتصلات بالأمهات وَمن

1 / 61