تدعي ذلك إلا)(1) في ابتداء الحال، وفي أول وهلة وفي الظاهر، وأما عند التحقيق فلا تجدها تجزم بذلك وتقطع أبدا، وإنما ترجو النجاة من غير جزم وقطع وأما الامامية فإتهم يذعون ذلك ظاهرا وباطنأ، ويجزمون به، ويروون الجزم والقطع بذلك عن مشايخهم وعلمائهم طبقة بعد طبقة، وخلفا عن سلف، حتى اتصل النقل بالأئمة المعصومين عندهم، ثم إلى رسول الله وعليهم، وعن الأئمة عن آباءهم، وعن غير الأئمة وآباءهم من الصحابة رضوان الله وإذا عرفت ذلك وتحققته! فقد استدلت الامامية على أنها الفرقة الناجية عليهم بوجوه خمسة: الأول: إن القول بوجوب النض والعصمة في الامام حق وصواب لبراهين الواضحة بذلك، ومتى صح ذلك وكان حقا، فهم الفرقة الناجية إجماعا من كل الأمة.
الثانى: إن النص والعصمة لو لم يكونا واجبين عقلا مثلا، فقد نقلواذلك عن رسول الله ، ونقلوا عنه أيضأ من طريق أئمتهم المنصوص عليهم عندهم ومن طريق غيرهم ، إن الدين الذي هم عليه أنه الذي كان عليه رسول الله وأهل بيته ل وأصحابه، وأن من أتاه الموت وهو عليه ولقى الله به فهو من الناجين، بالوعد من الله عز وجل بذلك على ما فعله من الايمان والطاعات، ومتى صح نقلهم لذلك، فهم الفرقة الناجية بإجماع العلماء كافة.
Page 42