Inquiries into the Miraculous Nature of the Quran
مباحث في إعجاز القرآن
Maison d'édition
دار القلم
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Lieu d'édition
دمشق
Genres
السماوات والأرض
ويقول تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) [الرعد: ٢ - ٣].
ويقول تعالى: خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١) [لقمان: ١٠ - ١١].
الحقيقة الواردة في الآيتين في «الرعد» و«لقمان» حول السماء هو ذكر العمد، وذكر المفسرون تأويلين للآيات:
- فمنهم من أثبت أن للسماوات أعمدة إلا أنها لا ترى. فمعنى الآية:
الله الذي رفع السماوات- بغير عمد مرئية- وذلك بجعل جملة (ترونها) صفة ل (عمد) والضمير يعود إلى عمد.
- ومنهم من ذهب إلى أن ليس للسماوات عمد أصلا، ويكون معنى الآية: الله الذي رفع السماوات كما ترونها، بغير عمد، وذلك بجعل جملة (ترونها) حالا من السماوات ويعود الضمير إلى السماوات.
ويميل علماء الفلك المعاصرون إلى التأويل الأول فيقولون: إن الأجرام السماوية كلها قد بناها الخالق ﷾ وجعل كل جرم فيه
1 / 172