Inquiries into the Miraculous Nature of the Quran
مباحث في إعجاز القرآن
Maison d'édition
دار القلم
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Lieu d'édition
دمشق
Genres
في صحيح البخاري قال .. وقال المنهال عن سعيد بن جبير قال:
قال رجل لابن عباس ﵄ إني لأجد في القرآن أشياء تختلف عليّ، قال: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧)، وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فقد كتموا في هذه الآية، وقال تعالى: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) إلى قوله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) فذكر خلق السماء قبل الأرض ثم قال تعالى: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ إلى قول:
طائِعِينَ فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء، قال: وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا، سَمِيعًا بَصِيرًا فكأنه كان ثم مضى.
فقال ابن عباس ﵄: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ في النفخة الأولى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وفي النفخة الأخرى وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ، وأما قوله: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا فإن الله تعالى يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم فيقول المشركون تعالوا نقول لم نكن مشركين فيختم على أفواههم فتنطق أيديهم فعند ذلك يعرف أن الله تعالى لا يكتم حديثا وعنده يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ... الآية. وخلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، ثم دحى الأرض ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والرمال والجماد والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله تعالى: دَحاها، وقوله: خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ. فخلق الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلق السماوات في يومين. وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا سمى نفسه بذلك وذلك قوله: أي لم يزل كذلك فإن الله تعالى لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد. فلا يختلفن عليك القرآن فإن كلا من عند الله ﷿ (١).
(١) صحيح البخاري كتاب التفسير ٦/ ٣٥.
1 / 168