Le coup d’État ottoman

Georges Zaydane d. 1331 AH
70

Le coup d’État ottoman

الانقلاب العثماني

Genres

فهز السلطان رأسه وتكلف الابتسام وقال: «كثيرا ما قرروا مثل هذه القرارات وقد عرقلت مساعيهم.»

فامتعض الصدر من تعبير السلطان في هذا الموقف بصيغة المفرد كأنه هو الفاعل لكل شيء، ولم يهمه هذا بقدر ما أهمه استخفافه بالأمر فقال: «لا شك أن حكمة أمير المؤمنين تتغلب على كيد الكائدين، ولكن ذلك يفتقر إلى المال والخزانة تشكو الفراغ.»

فلما سمع قوله أظهر الاستغراب وقال: «عجبا! لقد عهدت إليك في أمر الصدارة لتتلافى ما وقع فيه أسلافك. إن مملكتي الواسعة كثيرة الإيراد، أين تذهب الأموال؟»

ولو أراد السلطان أن يفهم مصير الأموال لعلم أنها تذهب بسبب دخول رجاله وخاصته في كل فروع الحكومة، يتسلطون عليها ويستولون على الإيراد أو يضيعونه بسوء إدارتهم، ولا تستطيع الصدارة أن تعارضهم حتى لا يقع الغضب عليها. على أن الصدر لم يجرؤ على التصريح بذلك، فاكتفى بأن قال: «إن مملكة جلالة السلطان واسعة، زادها الله سعة! ولكن الإيراد يذهب من سوء الإدارة و...»

فقطع السلطان كلامه بصوت عال قائلا: «وأنت المسئول عن ذلك، فهمت؟»

فعلم الصدر الأعظم ألا فائدة من الكلام، وعاد إلى مسألة روال فقال: «ولكن مسألة روال؟ ألا يرى مولاي الاهتمام بشأنها؟»

فقال السلطان: «ما روال هذه؟ دعنا منها الآن. ولا بد من تدبير النقود، فإني في حاجة إليها لمساعدتكم في إدارة هذه الحكومة، ولولا سهري وتعبي لذهبت دولتنا هباء منثورا، تقعون في الخطأ فأضطر أنا إلى إصلاحه وهذا يقتضي الأموال.» وحملق بعينيه وتشاغل بنفض رماد السيكار في المنفضة وسكت.

فتهيب الصدر، وهو يعلم أن غضب السلطان لا يرد، ولكنه لم ير بدا من الرجوع إلى الموضوع فقال: «إن مسألة روال لولا أحوال أخرى لم يكن لها أهمية.»

قال: «أراك عدت إلى الشكوى من قلة المال!»

قال: «يا سيدي إني لا أطلب المال لغير الجند، إن معولنا على الجنود وهؤلاء ينبغي أن يستولوا على مرتباتهم و...»

Page inconnue