يبتسم شاكر: طبعا فيه. - زي مين؟
غمزها بعينه: رئيس التحرير. - ده له صلعة وكرش ما شاء الله.
يضحكان في مرح.
تشعر سعدية بالتفاؤل حين تسمع ضحكاتهما، تريد لهما الحياة المستقرة، استقرارها جزء من استقرارهما، فرص الشغل قليلة والناس الطيبة مثلهما نادرة.
تقول فؤادة: لازم هنادي ترجع المعهد. - هي خايفة يا أستاذة. - ليه؟ - عرفوا الحكاية في المعهد. - عرفوا منين؟
أطبقت سعدية شفتيها، لم تقل إنها هي التي فضحت ابنتها، ذهبت لتقابل جلال أسعد وسط الطلاب، كان المفروض أن تقابله خارج المعهد. - عرفوا منين يا سعدية؟ - الناس بتشم الأخبار يا أستاذة. - الناس غرقانة في مشاكلها يا سعدية. - يا ريت تكلميها، هي بتسمع كلامك يا أستاذة. - هاتيها معاكي بكرة وأنا أقنعها. - لما تخف يا أستاذة وتقوم بالسلامة. - إذا احتجت سلفة قولي يا سعدية. - الأدوية غليت نار. - كل حاجة غليت يا سعدية. - اخصمي السلفة كل شهر من ماهيتي. - إنتي بقيتي واحدة من العيلة يا سعدية.
محظورات
كانت فؤادة تكتب مقالات في السياسة الدولية، يحذف رئيس التحرير ما يراه غير متفق مع سياسة الدولة، لم يكن مسموحا انتقاد الصداقة بين مصر وأمريكا والشراكة والتعاون ومعاهدة كامب ديفيد للسلام والهوية الإسلامية، والعلاقات الودية مع دول النفط والخليج.
يكتب شاكر مقالات في السياسة المحلية، أحيانا ينتقد سياسة الاستيراد من دون تخطيط، تكتظ الشوارع بالسيارات المستوردة، أصبح عدد السيارات في مصر أكثر من عدد الناس، يملك الفرد سيارتين أو أكثر، تحرم الأسر الفقيرة نفسها من الطعام لتملك سيارة، بدلا من إهدار العملة الصعبة والأموال في شراء السيارات الأجنبية، لماذا لا تصلح الحكومة المواصلات العامة، بدلا من أن يركب شخص واحد سيارة يركب خمسون في أوتوبيس، إنشاء مترو الأنفاق تحت الأرض يحل مشكلة المرور، القطار الواحد يحمل مئات، ويخف الزحام من الشوارع، ويقل التلوث بالغازات المنبعثة من عوادم السيارات، أصبح التلوث يهدد الحياة في مصر والعالم نتيجة ازدياد حجم الانبعاثات الكربونية، وارتفاع حرارة الكون، وذوبان الثلوج عن قمم الجبال، وارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار ومنها البحر الأبيض المتوسط، مما يهدد بإغراق ثلث مساحة دلتا النيل تدريجا تحت مياه البحر في العقود المقبلة، وازدياد ملوحة الأراضي في الدلتا كلها، التي تنتج 65٪ من غذاء مصر، تغيرات المناخ خطيرة، والمفروض وضع استراتيجية من الآن للتخفيف من هذا الخطر.
يمط رئيس التحرير شفتيه. - يا شاكر بلاش كلمة استراتيجية، دي كلمة شيوعية، عاوز تروح تاني ورا الشمس، ده كلام يخدم الرأسماليين في مصر، مشروع مترو الأنفاق سيحقق مكاسب كبيرة لشركات القطاع الخاص، يا شاكر ابعد عن الشر وغني له. - يعني أكتب في إيه يا أستاذ؟ - اكتب في السياسة المحلية. - مشاكل المواصلات والمرور وتلوث البيئة سياسة محلية مش كده؟ - مكاتب استيراد السيارات فيها فوايد يا شاكر. - لمين يا أستاذ؟
Page inconnue