استنباطات محمد رشيد رضا في تفسيره
استنباطات محمد رشيد رضا في تفسيره
Genres
ثانيًا: التفسير في اللغة:
التفسير تفعيلٌ من الفَسْر وهو البيان (^١)، يقال: فَسَرْتُ الشيءَ أَفْسِرُه بالكسر فَسرًْا، ويقال: فَسَّرْته بالتّشديدِ أُفَسِّرهُ تَفْسِيرًا إذَا بيّنته (^٢)، والتشديدُ أعمُّ في الاستعمال (^٣)، وبه جاء القرآن، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ﴾ [سورة الفرقان: ٣٣]، أي بيانًا وتفصيلًا (^٤).
فالفاء والسين والراء كلمة واحدة تدلُّ على بيانِ شيءٍ وإيضاحِه، ومن ذلك الفَسْرُ، يقال: فَسَرْتُ الشَّيءَ وفسَّرتُه، والفَسْر والتَّفسِرَة: نظَر الطَّبيب إلى الماء وحُكمهُ فيه (^٥).
الفسر: الإبانة وكشف المغطى، أو كشف المعنى المعقول، كما في البصائر، كالتفسير، والفعل كضرب ونصر، يقال: فسر الشيء يفسره ويفسره وفسره: أبانه (^٦)، فالتفسير في الأصل هو الكشف والإظهار (^٧).
ومن خلال ما تقدم يتبين أن أقوال اللغويين في مادة اشتقاق التفسير متقاربة كلها تدل على البيان والإيضاح والكشف والإظهار، فتفسير الكلام: بيانه، وإيضاحه، وإظهاره، والكشف عن المراد منه (^٨).
_________
(^١) معجم مقاييس اللغة لابن فارس ٤/ ٥٠٤، لسان العرب (مادة فسر) ٥/ ٥٥، مختار الصحاح (٢/ ٧٨١)، تاج العروس (١٣/ ٣٢٣) القاموس المحيط (٢/ ١١٤).
(^٢) ينظر: كتاب العين ٧/ ٢٤٧، تهذيب اللغة ١٢/ ٢٨٣، المخصص ٤/ ٣٩٨.
(^٣) تاج العروس ١٣/ ٣٢٣.
(^٤) أنظر: جامع البيان لابن جرير: (١٧/ ٤٤٨)، تفسير القرآن العظيم (٦/ ١٠٩).
(^٥) مقاييس اللغة لابن فارس، (٤/ ٥٠٤).
(^٦) تاج العروس من جواهر القاموس، (١٣/ ٣٢٣).
(^٧) التعريفات، (١/ ٨٧).
(^٨) تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه، (١٥).
1 / 25