الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير
الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير
Genres
لاستغنى بذلك عن كلِّ كلامٍ سواه، ولاستنبط جميع العلوم الصحيحة منه). (^١)
وأساس ذلك كله والمعوَّل عليه أولًا هو: معرفة معنى اللفظ، والفهم الصحيح له؛ لأن عدم فهم النص يترتب عليه الخطأ في الاستنباط، قال السعدي في ذلك:
(والطريق إلى سلوك هذا الأصل النافع: أن تفهم ما دل عليه اللفظ من المعاني فإذا فهمتها فهمًا جيدًا، ففكر في الأمور التي تتوقف عليها، ولا تحصل بدونها، وما يشترط لها، وكذلك فكر فيما يترتب عليها، وما يتفرع عنها، وينبني عليها، وأكثر من هذا التفكير وداوم عليه، حتى تصير لك ملكة جيدة في الغوص على المعاني الدقيقة، فإن القرآن حق، ولازم الحق حق، وما يتوقف على الحق حق، وما يتفرع عن الحق حق، ذلك كله حق ولابد، فمن وُفق لهذه الطريقة وأعطاه الله توفيقًا ونورًا، انفتحت له في القرآن العلوم النافعة، والمعارف الجليلة والأخلاق السامية، والآداب الكريمة العالية) (^٢).
ولهذا يُعتبر فيمن يستنبِط من كتاب الله شروطًا خاصة، أهم هذه الشروط موجزة ما يأتي:
أولًا: صحة الاعتقاد، وسلامة القصد، والبعد عن الأهواء والتعصب.
ثانيًا: معرفة التفسير الصحيح من الآية - كما تقدم - والفهم السليم لها.
ثالثًا: معرفة اللغة العربية. إذ الجهل باللغة مورد للخطأ في الاستنباط.
_________
(^١) زاد المعاد (٤/ ٣٨٠)
(^٢) القواعد الحسان لتفسير القرآن ص ١٩.
1 / 36