188

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

Genres

قال ابن عثيمين: (قوله تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ أي: وفي إنجائكم من آل فرعون ابتلاء من الله ﷿ عظيم. أي اختبار عظيم؛ ليعلم من يشكر منكم، ومن لا يشكر). (^١) وقال أبو السعود: (﴿عَظِيمٌ﴾ صفة لبلاء وتنكيرهما للتفخيم، وفي الآية الكريمة تنبيه على أن ما يصيب العبد من السراء والضراء من قبيل الاختبار فعليه الشكر في المسار، والصبر على المضار). (^٢) وممن أشار إلى هذا التنبيه من الآية: البغوي، والبيضاوي، والقرطبي، وأبو السعود، والألوسي، وابن عثيمين، وغيرهم. (^٣) وهي إشارة حسنة وتنبيه لطيف، فالله ﷿ يبلو عباده بالنعم ليمتحن شكرهم ويبلوهم بالمصائب ليمتحن صبرهم، ولاشك أن نزول البلاء بالمؤمن كله له خير، وبه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته (^٤) كما أخبر ﷺ «عجبًا لأمر المؤمن، إن

(^١) تفسير العثيمين: سورة البقرة (١/ ١٧٦). (^٢) إرشاد العقل السليم (١/ ١٠٠) (^٣) ينظر: الجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٨٧)، وأنوار التنزيل (١/ ٧٩)، وروح البيان (١/ ١٣٠)، وإرشاد العقل السليم (١/ ١٠٠)، وروح المعاني (١/ ٢٥٥)، وتفسير سورة البقرة للعثيمين (١/ ١٧٦). (^٤) قال الفضل بن سهل: إن في العلل لنعَمًا لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة. ينظر: الفرج بعد الشدة للتنوخي (١/ ١٦٩)، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي (١٤/ ٢٩٨)، وينظر: زاد المعاد لابن القيم (٤/ ١٩٠).

1 / 188