113

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

Chercheur

-

Maison d'édition

مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض

Numéro d'édition

الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

قلت: ولا ريب كذلك في ثبوت لفظ الزيادة والنقصان عند السلف؛ فالزيادة مصرح بها في القرآن والنقصان مصرح به في السنة، كما تقدم بيانه، ولعل سبب عدول ابن البارك ﵀ عن لفظ الزيادة والنقصان هو استحسانه لكلمة"التفاضل"، لا لسبب آخر، كما إنه روي ذلك عن بعض السلف، فقد ساق الخلال بسنده إلى محمد بن أبان١ قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي٢: الإيمان قول وعمل؟ قال: نعم. قلت: يزيد وينقص؟ قال يتفاضل كلمة أحسن من كلمة٣. فهذا هو وجه عدول ابن مهدي عن كلمة الزيادة والنقصان كما هو منصوصه على ذلك، فلعل ذلك أيضًا هو سبب عدول ابن المبارك عن هذه الكلمة، والله أعلم. وقد كان من السلف من ينكر على من عدل عن لفظة الزيادة والنقصان لثبوتها، كما قد روى ذلك عبد الرحمن بن مهدي نفسه ﵀ قال:"أنا أقول الإيمان يتفاضل، وكان الأوزاعي يقول: ليس هذا زمان تعلم، هذا زمان تمسك"٤. ثم وقفت على أثر عن الإمام أحمد- ﵀ قد يفهم منه سبب

١ هو الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن أبان بن وزير البلخي المستملي، مستملي وكيع مدة طويلة نحو بضع عشرة سنة، توفي سنة ارتع وأربعين ومائتين ببلخ، انظر ترجمته في السير (١١/١١٧) . ٢ هو الإمام الناقد المجود الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري وقيل الأزدي، مولاهم البصري كان إمامًا حجة قدوة في العلم والعمل، توفي بالبصرة سنة ثمان وتسعين ومائة، انظر ترجمته في السير (٩/١٩٢) . ٣ السنة (٢/٦٧٧ ح ١٠٠٥) . ٤ رواه عبد الله في السنة (١/٣٣٣ ح ٦٨٨)، وابن بطة في الإبانة (٢/٨٤٨ ح ١١٣٧) بإسناد صحيح.

1 / 123