328

Le divertissement et la sociabilité

الامتاع و المؤانسة

Maison d'édition

المكتبة العنصرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤ هـ

Lieu d'édition

بيروت

قال الحسن بن سهل: أشياء تذهب هباء: دين بلا عقل، ومال بلا بذل وعشق بلا وصل. فقال حميد: بقي عليه مائدة بلا نقل، ولحسة بلا فضل. قيل لصوفيّ: ما حدّ الشّبع؟ قال: الموت. وقيل لآخر: ما حدّ الشّبع؟ قال: آكل حتى يقع عليّ السّبات فأنام على وجهي وتتجافى أطرافي عن الأرض. وقيل لآخر: ما حدّ الشّبع؟ قال: أن أدخل إصبعي في حلقي فيصل إلى الطّعام. قال يعقوب: أصبحت خالفا: لا أشتهي الطعام. وخلوف البطن تغيّره. ويقال: مغسني بطني، وهو المغس، ورجل ممغوس. ويقال: غمزني بطني وملكني. والعامّة تقول: كلّ ما في القدر تخرجه المغرفة، ورجل مقرضب وقراضب وقرضاب إذا كان أكولا، وكذلك السّيف واللّصّ، قال الشاعر: وليس يردّ النّفس عن شهواتها ... من القوم إلّا كلّ ماضي العزائم ومرّ ابن عامر بن عبد القيس وهو يأكل بقلا بملح، فقال: لقد رضيت باليسير. فقال: أرضى منّي باليسير من رضي بالدّنيا عوضا عن الآخرة. قال عبد الملك بن مروان: لا تستاكنّ إلا عرضا، ولا تأكلنّ إلا عضّا ولا تشربنّ إلّا مصّا، ولا تركبنّ إلا نصّا «١»، ولا تعقدنّ إلّا وصّا. ويقال: ماء قراح، وخبز قفار: لا أدم معه، وسويق جافّ، ولبن صريح: لم يخالطه شيء. وقال سعيد بن سلمة: شيئان لا تشبع منهما ببغداد: السّمك والرّطب. قال أعرابيّ: أكلت «فرسكة» وعلى خوخة، فجاء غلام حزّوّر فنظر حرّتي. الفرسكة: الخوخة المقدّدة. والخوخة: القميص الأخضر بطّن بفرو. والحرّة: الأذن. قيل لحاتم الأصمّ: بم رزقت الحكمة؟ قال: بخلاوة البطن، وسخاوة النّفس، ومكابدة اللّيل. وقال شقيق البلخيّ: العبادة حرفة، وحانوتها الخلوة، وآلتها الجوع. قال لقمان: إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة.

1 / 335