Femme de Kambu Kdis
امرأة من كمبو كديس
Genres
2
صاحبة المنزل، صاحبة الحجرة الطينية الغبشاء، والتي يتخذها وجرا لنسائه الجميلات وقلعة تحميه إلحاح الدائنين ولجب عسكر الخدمة الإلزامية.
قد تبدو هذه المرأة بمقياسك للجمال، هي أجمل سيدة تقع عليها عين في مثل تلك الحارة ولن أصفها لك، ولكني أهمس في أذنك بأن تنظر إلى التليفزيون الآن وإذا بدت أمامك مذيعة لا يهم من تكون تمعن في وجهها فهي تشبه صاحبة المنزل كثيرا عندما تعمل فمها في اللغة؛ لأن المذيعات - كما تعرف - عندما يلوين شفاههن وهن يحاولن إخراج الكلمات من بين أحمر الشفاه والأسنان المطلية بماء الفضة، فهن يتشابهن كثيرا في تلك اللحظة، يشبهنها وهن يدللن اللغة فيخرجنها مخنثة أو دائخة من عطر الفم الكيميائي المخلوط بروح الأناناس أو الليمون.
ويمكن أن نضيف إلى هذا الجمال الواضح البين كرمها؛ فهي تهبه يوميا وجبه كاملة وحتى صبيحة الأمسية المشئومة، والتي ضبطته فيها يراقد الصبية الردفاء بائعة السمسمية والتي كانت في تلك الأمسية أجمل امرأة في العالم. حتى بعد هذا الحدث الرهيب لم تكف عنه يد العطاء ولم تسأله عن إيجار الأشهر الثمانية المنصرمة، بالرغم من أنها انهالت عليه ضربا مبرحا بعصا مصنوعة من أحطاب الكتر، ضربا لا رحمة فيه ولا مخافة من عذابات يوم الحساب، وعندما سقط مغشيا عليه أخذت تركله في بطنه وصدره ثم أهالت عليه التراب ثم صبت عليه ماء الجركانه المطحلب البارد، بصقت عليه مرارا، ولو لم يمنعها بعض الحياء النسائي والذي عادة ما يصطحب جمال المذيعات لتبولت عليه ثم تبولت عليه.
كانت قاسية وعنيفة بشكل مفاجئ ومباغت مباغتة شلته تماما عن التفكير؛ بل ذهبت بوعيه وشتتت فتاة المتعة الإنسانية العميقة، والتي كان يقتاتها بكل سلام وبراءة من بين ردفي أجمل امرأة في العالم، صبية السمسمية، تلك القسوة التي عجز عن وصفها لصديقيه بابكر المسكين ومايكل أكول عندما زاراه في وجره صبيحة الليلة المشئومة، فقط اكتفى بأن خلع ملابسه وأراهما ظهره، ثم أعطاهما رأسه الذي ما زال متروبا ومطيونا بماء الجركانة مطحلبا ... ثم أراهما أذنيه المعضوضتين ثم ساقيه المكلومتين ثم سألهما عن آمنة، عن عينيها الحلوتين البريئتين وعن ضرسها المسوس، وهل ما يزال يؤلمها؟ ثم أكد لهما أن اللكمات التي تلقاها من هذه المرأة كفيلة بقتل ديناصور وليس بني آدم مسالم وطيب مثله.
ولو أن الموقف كان في قمة المأساة إلا أنهما انفجرا بالضحك وضحك هو أيضا، بالرغم من الوخزات التي كان يحدثها الضحك في ظهره ورئتيه، وعندما سأله مايكل أكول عن مصير الردفاء، قال: لا أعرف عنها شيئا، لقد كنت في شبه غيبوبة، فقط أعرف أنها اختفت عارية؛ لأن ما تجلسان عليه الآن هي أثوابها.
سألهما عن آمنة وعن كشة، الخدمة الوطنية الإلزامية، قال له بابكر أن فوال المحطة الوسطى دايم السؤال عنه، كم طلبا من الفول أكلت منه بالدين؟ ثم أضاف وهو يحملق في جرح بساق صديقه المغضوب عليه: لقد أصابتك لعنات أم بخوت صاحبة الشاي، وصاروخ الكيف ولعنات كل فوالي العاصمة حتى بائعات التسالي وفارشي الكتب على الرصيف وبائعات عرق البلح والداعرات.
فرد مايكل أكول مبتسما: أيهما أهون عند الله الموت جوعا أم الأكل بالدين؟
قال بابكر وهو يبصق سفة صاعوط : ولكن السكر بالدين، والمزة بالدين ، وحتى النساء بالدين؟!
ألم يكن هذا ما يسميه خطباء الجمعة بالإثم المركب؟
Page inconnue