Femme de Kambu Kdis
امرأة من كمبو كديس
Genres
ليس بإمكان أحد زيارتك وأنت في السجن؛ لأنك مخفي تحت اسم ولباس أمير ووجهك سيظل مغطى بحجاب دائم، مثلك مثل كل السجناء الذين ينحدرون من أصول عريقة وأسر لها مكانة اجتماعية أو سياسية كبيرة، فهم لا يحبون أن يميزهم أحد، وماذا تريد من زوجتك، هل ستحتاج إلى زوجتك؟ - هل قالوا لك أربع سنوات؟
ألا تشتاق للمشي في الشوارع المشمسة وأكل التسالي تحت أشجار المهوقني قرب المدرسة؟ ألا تشتاق للصلاة بالزاوية مع الأحباء؟ ألا تشتاق لقهوة الظهر، ونسة العشاء، ألا تشتاق لأطفالك وهم يتواثبون على حجرك، وبأيديهم بقايا حلوى وطبيخ، بصدورهم شيء من الريال، فيلوثون ثيابك ولا تستطيع أن تنهرهم إلا مبتسما، ألا تشتاق ...؟ - لا يهم، لا يهم، عندما تعود ستعوض كل ذلك وأكثر، ستعود لأطفالك بالمال الوفير، وحينها: سحقا للملاريا، سحقا لسوء التغذية، سحقا للرمد، سحقا ... - لا تكن عاطفيا أكثر من اللازم، السجن يا أخي بالنسبة لك طوق نجاة، وأعرف أنك ستفتقده يوم خروجك منه. - ومن يعلم، فقد يصدر عفو ملكي عام ويشمل أول ما يشمل أنت، وتكون قد أفدت من العقد كما لو أنك قضيت السنوات الأربع. - سافر، سافر، سافر، أنت الآن في سجن كبير، فما يهم أن تدخل حجرة منه، هي جنة حقه. - أمامك ساعتان للتفكير، اجلس في المكتب المجاور واستشر نفسك، ولا تشغل نفسك بإجراءات السفر، جوازك، الكشف الطبي، إيصال مصروف أبنائك، أو حضورهم لوداعك، فكر يا أخي؟ - أنت ترفض نعمة الله، سجن ... أهذا سجن! الذي أنت فيه الآن، ألست أنا مدير المدرسة، وإنني وريث لمال تعلم أنت قدره، إذا وجدت فرصتك هذه فإنني لن أتردد لحظة واحدة في الموافقة، هذا رزق ساقه الله إليك. - أقول بصراحة، أنا متشككة في هذا الموضوع؟ هل هناك أمير يسجن؟ إنهم ربما يودون سجنك بدلا عن تاجر مخدرات ثري، أو أي شخص، المهم الأمر برمته ليس مفهوما لدي. - دعيني أقول لك بصراحة أيضا: إنك امرأة أحادية النظرة دائما تنظرين إلى الأمور من زاوية الظل، الزاوية العمياء، تفاءلي لمرة واحدة في حياتك. - موافق، موافق، متى السفر، أريد أن أسافر الآن. - أقرأ العقد أولا.
في يوم الثلاثاء الموافق الأول من مايو 1997م، وعند العاشرة صباحا وبينما كانت زوجته، المعلمة بمرحلة الأساس، تستلم حوالة بنكية بمبلغ أربعة ملايين دولار، ولولا أنها كانت مشغولة البال بأسئلة ملحة في رأسها: لماذا لا يخبرني؟ هل كان يظنني سأقف دون سفره؟ هل سأحرمه وأحرم أبنائي كل هذه الثروات؟ لماذا يسافر هكذا فجأة ودون علم أحد؟ وأيضا، لولا أنها كانت مأخوذة ببريق الدولارات الخضراء، ذلك البريق الفسفوري الآخذ بالألباب، لسمعت صوت المذيع الرخيم يعلن إعدام الأمير حران بن البحر المجيعد بعد محاكمة سريعة وسرية إثر قتله لوالده الشيخ المجيعد، وقد تم إعدامه صبيحة الأمس بالكرسي الكهربائي، ووريت جثته الثرى، بصمت تام.
2000
صاحبة المنزل
1
هو شخص عادي، عادي مثلك، يعشق السلام ويحب أن يكون آمنا محبوبا، فهو مثلك يحب أن يكون محاطا بالنساء الجميلات ولكن المرأة الجميلة عنده هي ليست مارلين مونرو أو صوفيا لورين ولا حتى ملكة جمال ملكات جمال العالم.
المرأة الجميلة عنده هي المرأة التي تقبل أن تذهب معه إلى مسكنه، أو وجره كما يسميه، حجرته الطينية الغبشاء وتجلس على عنقريبه المتهالك العجوز ذي اللحاف المتسخ ببقايا الصاعوط وكاسات العرق الأخيرة، والتي قد يضطر إلى شرابها وقد بلغ السكر أشده فتندفق على اللحاف مذيبة بقايا الصاعوط فيشكل المزيج خرائط بائسة.
فهي إذا امرأة بالغة الجمال إذا شربت من جركانة الماء المملوءة منذ يومين، التي بنى الطحلب على جوانبها - أخضر لزجا وماسخا - مستعمراته، إذا هي أجمل من هيلين طروادة إذا تمطت على عنقريبه ثم ... نامت، هو شخص عادي وبسيط مثلك، فلماذا لا يهيم بالصبية الردفاء التي تبيع السمسمية عند الحنية الصغيرة قرب بيته، الصبية التي عرف أنها جميلة منذ أول جملة قالتها له عندما استدان منها ولأول مرة قطعة سمسمية كبيرة. - أأنت الذي يسكن ذلك المنزل؟
مشيرة بإبهامها الرقيق - رغم سمنته - نحو وجره.
Page inconnue