Impact of the Heart's Work on Quranic Recitation and Contemplation
أثر عمل القلب على تلاوة القرآن وتدبره
Genres
قبل أن تُؤتوا الإيمان» (^١).
وقد جاء عن عثمان ﵁: «لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله ﷿» (^٢).
وعلى قدر حياة القلب يكون تَأَثُّره وتَدَبُّره وتَذَكُّره، فتارة يقوى، وتارة يضعف، وقد ينعدم ويتلاشى، كما يدل على ذلك ما جاء في مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى من الطبع على القلوب، والخَتْمِ عليها، وإزاغتها، فصاحب هذا القلب الأغلف أو المنكوس لا يحصل له شيء من التدبر والاعتبار والتفكر والانتفاع بما يقرأ أو يسمع من آيات الله تعالى.
قال ابن عباس ﵄ عند قوله تعالى: ﴿لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق: ٣٧]: «كان المنافقون يجلسون عند رسول الله ﷺ ثم يخرجون، فيقولون: ماذا قال آنفًا؟! ليس معهم قلوب» (^٣)؛ يشير إلى قوله تعالى عن المنافقين: ﴿وَمِنْهُم مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾ [محمد: ١٦] " انتهى المقصود من كتاب الخلاصة في تدبر القرآن (^٤).
_________
(^١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٧٨) رقم (٥٣٥٦).
(^٢) أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص ١٠٦) رقم (٦٨٠)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٧/ ٣٠٠).
(^٣) أخرجه في الدر المنثور (٧/ ٦٠٨) عن ابن مردويه عن ابن عباس ﵄.
(^٤) الخلاصة في تدبر القرآن الكريم (ص ٤١ - ٤٢).
1 / 7