أثر تعليل النص على دلالته

Ayman Saleh d. Unknown
118

أثر تعليل النص على دلالته

أثر تعليل النص على دلالته

Maison d'édition

دار المعالي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lieu d'édition

عمان

Genres

وعن جابر بن عبد اللَّه ﵁ قال: "طاف رسول اللَّه ﷺ بالبيت وبالصفا والمروة في حجة الوداع على راحلته يستلم الحجر بمحجنه لأن يراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه" (^١). وهذه التعليلات الجلية للصحابة رضوان اللَّه عليهم لفعل النبي ﷺ إذ طاف راكبًا أدت إلى صرفه عن دلالته الظاهرة والقاضية بندب الاستنان بأفعاله ﷺ لا سيّما في التعبدات إلى غير ذلك من الإباحة أو خلاف الأولى. المثال الرابع عشر: النزول بالمحصَّب (الأبطح) (^٢): عن الزهري عن سالم: "أن أبا بكر وعمر كانوا ينزلون بالأبطح"، وقال الزهري: وأخبرني عروة عن عائشة أنها لم تكن تفعل ذلك. وقالت: "إنما نزله رسول اللَّه ﷺ لأنه كان منزلًا أسمح لخروجه (^٣) ") (^٤). وعن ابن عباس ﵁ قال: "ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول اللَّه ﷺ" (^٥). هذا المثال كالذي قبله، والذي فيه أن عائشة وابن عباس ﵄ لم يريا فعله ﷺ إذ نزل بالمحصب حين صدر عن الحج فعلًا تعبديًا أو سنة

(^١) مسلم، الصحيح، حديث رقم (٣٠٦٣). (^٢) الأبطح: أي البطحاء التي بين مكة ومنى وهي ما انبطح من الوادي واتسع وهي التي يقال لها: المحصّب والمعرس. انظر: ابن حجر، فتح الباري، ج ٣، ص ٦٩١. (^٣) أسمح لخروجه: أي أسهل لتوجهه إلى المدينة ليستوي في ذلك البطيء والمعتدل ويكون مبيتهم وقيامهم في السحر ورحيلهم بأجمعهم إلى المدينة. انظر: ابن حجر، فتح الباري ج ٣، ص ٦٩١. (^٤) مسلم، الصحيح، حديث رقم (٣١٥٨). (^٥) البخاري، الصحيح، حديث رقم (١٧٦٦).

1 / 123