Imla
إملاء ما من به الرحمن
Chercheur
إبراهيم عطوه عوض
Maison d'édition
المكتبة العلمية- لاهور
Lieu d'édition
باكستان
قوله تعالى (
﴿أحل لكم ليلة الصيام﴾
ليلة ظرف لأحل ولا يجوز أن تكون ظرفا للرفث من جهة الإعراب لأنه مصدر والمصدر لا يتقدم عليه معموله ويجوز أن تكون الليلة ظرفا للرفث على التبيين والتقدير أحل لكم أن ترفثوا ليلة الصيام فحذف وجعل المذكور مبينا له والمستعمل الشائع رفث بالمرأة بالباء وإنما جاء هنا بإلى لأن معنى الرفث الافضاء وكأنه قال الافضاء (
﴿إلى نسائكم﴾
) والهمزة في نساء مبدلة من واو لقولك في معناه نسوة وهو جمع لا واحد له من لفظه بل واحدته امراة وأما نساء فجمع نسوة وقيل لا واحد له (
﴿كنتم تختانون﴾
) كنتم هنا لفظها لفظ الماضي ومعناها على المضي أيضا والمعنى أن الاختيان كان يقع منهم فتاب عليهم منه وقيل انه أراد الاختيان في المستقبل وذكر كان ليحكي بها الحال كما تقول ان فعلت كنت ظالما وألف تختانون مبدلة من واو لأنه من خان يخون وتقول في الجمع خونة (
﴿فالآن﴾
) حقيقة الآن الوقت الذي أنت فيه وقد يقع على الماضي القريب منك وعلى المستقبل القريب وقوعه تنزيلا للقريب منزلة الحاضر وهو المراد هنا لأن قوله (
﴿فالآن باشروهن﴾
) أي فالوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه من الليل قد أبحناه لكم فيه فعلى هذا الآن ظرف ل (
﴿باشروهن﴾
) وقيل الكلام محمول على المعنى والتقدير فالان قد أبحنا لكم أن تباشروهن ودل على المحذوف لفظ الامر الذي يراد به الاباحة فعلى هذا الان على حقيقته (
﴿حتى يتبين﴾
) يقال تبين الشيء وبان وأبان واستبان كله لازم وقد يستعمل أبان واستبان وتبين متعدية وحتى بمعنى إلى و (
﴿من الخيط الأسود﴾
) في موضع نصب لأن المعنى حتى يباين الخيط الابيض الخيط الاسود كما تقول بانت اليد من زندها أي فارقته وأما (
﴿من الفجر﴾
فيجوز أن يكون حالا من الضمير في الابيض ويجوز أن يكون تمييزا والفجر في الأصل مصدر فجر يفجر إذا شق (
﴿إلى الليل﴾
) إلى هاهنا لانتهاء غاية الاتمام ويجوز أن يكون حالا من الصيام ليتعلق بمحذوف (
﴿وأنتم عاكفون﴾
) مبتدأ وخبر في موضع الحال والمعنى لا تباشروهن وقد نويتم الاعتكاف في المسجد وليس المراد النهي عن مباشرتهن في المسجد لأن ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف (
﴿تلك حدود الله فلا تقربوها﴾
دخول الفاء هنا عاطفة على شيء محذوف تقديره تنبهوا فلا تقربوها (
﴿كذلك﴾
في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي بيانا مثل هذا البيان يبين
قوله تعالى (
﴿بينكم﴾
يجوز أن يكون ظرفا لتأكلوا لأن المعنى لا تتناقلوها فيما بينكم ويجوز أن يكون حالا من الاموال أي كائنة بينكم أو دائرة بينكم وهو في المعنى كقوله (
﴿إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم﴾
) و (
﴿بالباطل﴾
في موضع نصب بتأكلوا أي لا تأخذوها بالسبب الباطل ويجوز أن يكون حالا من الاموال أيضا وأن يكون حالا من الفاعل في تأكلوا أي مبطلين (
﴿وتدلوا﴾
مجزوم عطفا على تأكلوا واللام في (
﴿لتأكلوا﴾
) متعلقة بتدلوا ويجوز أن يكون تدلوا منصوبا بمعنى الجمع أي لا تجمعوا بين أن تأكلوا وتدلوا و (
﴿بالإثم﴾
) مثل بالاطل
قوله تعالى (
﴿عن الأهلة﴾
) الجمهور على تحريك النون وإثبات الهمزة بعد اللام على الأصل ويقرأ في الشذوذ بادغام النون في اللام وحذف الهمزة والأصل الاهلة فألقيت حركة الهمزة على اللام فتحركت ثم حذفت همزة الوصل لتحرك اللام فصارت لهلة فلما لقيت النون اللام قلبت النون لاما وأدغمت في اللام الاخرى ومثله لحمر في الاحمر وهي لغة (
﴿والحج﴾
) معطوف على الناس ولا اختلاف في رفع (
﴿البر﴾
) هنا لأن خبر ليس (
﴿بأن تأتوا﴾
) ولزم ذلك بدخول الباء فيه وليس كذلك (
﴿ليس البر أن تولوا﴾
) إذ لم يقترن بأحدهما ما يعينه اسما أو خبرا و (
﴿البيوت﴾
) يقرأ بضم الباء وهو الأصل في الجمع على فعول والمعتل كالصحيح وإنما ضم أول هذا الجمع ليشاكل ضمة الثاني والواو بعده ويقرأ بكسر الباء لأن بعده ياء والكسرة من جنس الياء ولا يحتفل بالخروج من كسر إلى ضم لأن الضمة هنا في الياء والياء مقدرة بكسرتين فكانت الكسرة في الباء كأنها وليت كسرة هكذا الخلاف في العيون والجيوب والشيوخ ومن هاهنا جاز في التصغير الضم والكسر فيقال بييت وبييت (
﴿ولكن البر من اتقى﴾
) مثل (
﴿ولكن البر من آمن﴾
) وقد تقدم
Page 84