Imama et Tabsira
الإمامة والتبصرة
ثم نهض مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابية - وتبعته، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله عليه السلام. قال: فاستأذنا، فأذن لي قبله، ثم أذن له، فدخل. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان (أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة) (6)؟ إن الذي أتاك به فلان الحق، فخذ به. قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، أنا أحب أن أسمعه من فيك. فقال: ابني موسى (عليه السلام) إمامك ومولاك (من - خ) بعدي، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر. قال: فالتفت إلي - وكان رجلا (7) له قبالات يتقبل بها، وكان يحسن كلام النبطية - فالتفت إلي فقال: (رزقه) (8). قال: فقال أبو عبد الله: إن (رزقه) بالنبطية: خذ هذا، أجل خذها (9).
---
6 - مقتبس من الآية (52) من سورة المدثر. 7 - في النسختين: وكان رجل. 8 - كذا في البحار، في الموضعين، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء. 9 - روى المسعودي في اثبات الوصية (ص 187) عن (ابراهيم بن مهزيار) بسنده مثله، وروى الصفار في البصائر (ص 336) عن محمد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن، عن الفيض بن المختار، قطعة منه نحوه، ونقله عنه في البحار (47 / 83 و48 / 14)، ورواه الكليني في الكافي (1 / 309) عن محمد بن يحيى وأحمد بن ادريس، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر. وعن الكافي في اعلام الورى (297) واثبات الهداة (5 / 470)، وروى الكشي (ص 354 رقم 663) عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن الميثمي، عن ابن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار، وعنه، عن علي بن اسماعيل، عن أبي نجيح عن الفيض، مثله، وعنه البحار (48 / 26) وروى في ارشاد المفيد (324) عن عبد الاعلى عن الفيض، قطعة منه. واعلم أن الكشي ذكر (في الموضع المذكور) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد الله عليه السلام نصه على ابنه موسى بن جعفر عليه السلام، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل، فان من المحتمل قويا أن يكون (أبو جعفر الضرير) هو محمد بن الفيض بن المختار، راويا عن أبيه الفيض. وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله (ص 240) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر، فنحتمل فيه التصحيف، وأن الصحيح: ابنه (أبو) جعفر. وذلك لانا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير (محمد) وقد جاءت روايته في الاقبال (ص 10) في زيارة =
--- [ 70 ]
Page 69