L'imamat à la lumière du Coran et de la Sunna

Ibn Taymiyya d. 728 AH
171

L'imamat à la lumière du Coran et de la Sunna

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

وإذا تأملت هذا، تبين لك أن كثيرا من الشر - أو أكثره - يقع من أحد هذين، فتجد إحدى الطائفتين، أو الرجلين من الناس، لا يكذب فيما يخبر من العلم، لكن لا يقبل ما تأتي به الطائفة الأخرى، فربما جمع بين الكذب على الله والتكذيب بالصدق.

وهذا إن كان يوجد في عامة الطوائف شيء منه فليس في الطوائف أدخل في ذلك من الرافضة؛ فإنها أعظم الطوائف كذبا على الله، وعلى رسوله، وعلى الصحابة وعلى ذوي القربى. وكذلك هم من أعظم الطوائف تكذيبا بالصدق، فيكذبون بالصدق الثابت المعلوم من المنقول الصحيح والمعقول الصريح.

فهذه الآية - ولله الحمد - ما فيها من مدح فهو يشتمل على الصحابة الذين افترت عليهم الرافضة وظلمتهم، فإنهم جاءوا بالصدق وصدقوا به، وهم من أعظم أهل الأرض دخولا في ذلك، وعلي منهم، وما فيها من ذم فالرافضة أدخل الناس فيه، فهي حجة عليهم من الطرفين، وليس فيها حجة على اختصاص علي دون الخلفاء الثلاثة بشيء، فهي حجة عليهم من كل وجه، ولا حجة لهم فيها بحال.

الفصل الثالث والعشرون

الرد على من يثبت الإمامة لعلي بقوله إنه خص بفضيلة تأييده للرسول صلى الله عليه وسلم دون غيره من الصحابة

قال الرافضي: "البرهان الثالث والعشرون: قوله تعالى: { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين } [الأنفال: 62].

Page 172