L'imamat à la lumière du Coran et de la Sunna
الإمامة في ضوء الكتاب والسنة
Genres
وقوله: "قد جعله الله نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاتحاد محال، فبقي المساواة له، وله الولاية العامة، فكذا المساوية".
قلنا: لا نسلم أنه لم يبق إلا المساواة، ولا دليل على ذلك، بل حمله على ذلك ممتنع، لأن أحدا لا يساوي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عليا ولا غيره.
وهذا اللفظ في لغة العرب لا يقتضي المساواة. قال تعالى في قصة الإفك: { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا } [النور: 12] ولم يوجب ذلك أن يكون المؤمنون والمؤمنات متساوين.
وقد قال تعالى في قصة بني إسرائيل: { فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم } [البقرة: 54] أي: يقتل بعضكم بعضا، ولم يوجب ذلك أن يكونوا متساوين، ولا أن يكون من عبد العجل مساويا لمن لم يعبده.
وكذلك قد قيل في قوله: { ولا تقتلوا أنفسكم } [النساء: 29] أي لا يقتل بعضكم بعضا، وإن كانوا غير متساوين.
وقال تعالى: { ولا تلمزوا أنفسكم } [الحجرات: 11]: أي لا يلمز بعضكم بعضا، فيطعن عليه ويعيبه. وهذا نهي لجميع المؤمنين، أن لا يفعل بعضهم ببعض هذا الطعن والعيب، مع أنهم غير متساوين لا في الأحكام، ولا في الفضيلة، ولا الظالم كالمظلوم، ولا الإمام كالمأموم.
ومن هذا الباب قوله تعالى: { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } [البقرة: 85] أي يقتل بعضكم بعضا.
Page 111