بذلك إلى من بها من الخوارج ، فجرت بينه وبين عاملها حروب انتصر فيها عبد الله واستولى على خزائن الأموال ، ثم استولى على اليمن ، فلما كان وقت الحج وجه أبا حمزة وبلخا وأبرهة بن الصباح إلى مكة والأمير عليهم أبو حمزة في ألف ، وأمره أن يقيم بمكة إذا صدر الناس ، ويوجه بلخا إلى الشام ، فدخلوا مكة يوم التروية وعليها وعلى المدينة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك في خلافة مروان الحمار ، فكره عبد الواحد قتالهم وفزع الناس منهم فراسلهم عبد الواحد في ألا يعطلوا على الناس حجهم ، وأنهم جميعا آمنون بعضهم من بعض حتى ينفر الناس النفر الأخير ، فلما كان النفر الأخير نفر عبد الواحد وترك مكة لأبي .. حمزة من غير قتال ، ولما دخل عبد الواحد المدينة جهز له جيشا منها فالتقوا بقديد فكانت الدبرة على جيش المدينة والنصرة للشراة ، فبلغ قتلى أهل المدينة ألفين ومائتين وثلاثين رجلا ثم دخل بلخ المدينة بغير حرب ، ورحل عبد الواحد إلى الشام فجهز مروان لهم جيشا عدده أربعة آلاف في فرسان عسكره ووجوههم ، ومعهم العدة الوافرة ، وعليه عبد الملك بن عطية السعدي ، فلما بلغ الشراة توجه جند الشام إليهم خفوا إليه في ستمائة وعليهم بلخ بن عقبة المسعودي فالتقوا بوادي القرى لأيام خلت من جمادي الاولى سنة ثلاثين ومائة فتواقفوا ثم كانت الدبرة على الخوارج فقتل بلخ والشراة ولم يبق منهم إلا ثلاثون ، فهربوا إلى المدينة ، وكان على المدينة المفضل الأزدي ، فدعا عمر بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الناس الحرب الشراة بالمدينة فلم يجبه أحد ، واجتمع عليه البربر والزنوج وأهل السوق ، فقاتل بهم الشراة فقتل المفضل وعامة أصحابه وهرب الباقون ، فأقبل ابن عطية إلى المدينة وأقام بها شهرا ، وأبو حمزة بمكة ، ثم توجه إليه إلى مكة فوقعت بينهما حرب شعواء قتلت فيها الشراة قتلا ذريعا وقتل أبو حمزة وأبرهة بن الصباح وأسر منهم أربعمائة ثم قتلوا كلهم ، وصلب ابن عطية
Page 60