136

فورث كتبك بنيك ، فإنه يأتي زمان هرج ما يأنسون فيه إلا بكتبهم (1).

وقال : احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها. (2)

إنه عليه السلام ما أراد فضيلة العلم لأهل زمانه فحسب ، بل أرادها لكل جيل وعصر ، كما أنه ما أوصاهم بالتعلم إلا لأن يجمعوا كل فضيلة معه كما ستعرفه من وصاياه ، وكما تعرفه من قوله عليه السلام .

فإن الرجل منكم اذا ورع في دينه وصدق الحديث ، وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس ، قيل هذا جعفري ، ويسرني ذلك ويدخل علي منه السرور ، وإن كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره ، وقيل هذا أدب جعفر (3).

إن الصادق وآباءه من قبل وأبناءه من بعد جاهدوا في حسن تربية الامة وتوجيههم الى الفضائل ، وردعهم عن الرذائل بشتى الوسائل ، ولكن ما حيلتهم اذا كان الناس يأبون أن يسيروا بنهج الحق ، وأن يتنكبوا عن جادة الباطل.

وما حض على طلب العلم إلا وحض على العناية بشأن العلماء والعطف عليهم ، فقال عليه السلام : إني لأرحم ثلاثة ، وحق لهم أن يرحموا : عزيز أصابته ذلة ، وغني أصابته حاجة ، وعالم يستخف به أهله والجهلة (4).

وقال عليه السلام : ثلاثة يشكون الى الله عز وجل : مسجد خراب لا يصلي به أهله ، وعالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه (5).

وقال إسحاق بن عمار الصيرفي (6): قلت للصادق عليه السلام : من قام من

Page 139