127

Imam Abu al-Hasan al-Daraqutni et ses contributions scientifiques

الإمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية

Maison d'édition

دار الاندلس الخضراء

Genres

وقال الدَّارَقُطْنِيّ في حديث زاد في إسناده رجلان ثقتان رجلا، وخالفهما الثوري فلم يذكره، قال: لولا أن الثوري خالف لكان القول قولَ من زاد فيه، لأن زيادة الثقة مقبولة. وهذا تصريح بأنه إنما تقبل زيادة الثقة إلى لم يخالِف من هو أحفظ منه""١". قلت: وهذا التفصيل ينزّل على الأمثلة السابقة، وبناء عليه يؤخذ بالمسند أو المرسل والموقوف. ومن خلال هذه النصوص -المتقدمة القليلة- عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ، في تعليل الأحاديث من حفظه، يظهر للناظر مدى تمكّن هذا الإمام من معرفة العلل، وتبصره بالأحاديث، وأن الأئمة النقاد لم يبالغوا حين قالوا عنه: ""انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله ... """٢". ""وحيد عصره، وبه خُتم معرفة العلل ... """٣". ""انتهى الحفظ إلى أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ ... """٤". وقال الحاكم: ""وسألته عن العلل والشيوخ، ودوّنت أجوبته في سؤالاتي، وقد سمعها مني أصحابي"""٥". إلى آخر ما قاله عنه الأئمة في هذا الشأن.

"١" "شرح علل الترمذي": ص٣١٢. "٢" الذهبي في "سير أعلام النبلاء": جـ١٠ ق٥٢٠. "٣" الذهبي في "من يعتبر قوله في الجرح والتعديل": ق١٥. "٤" الحافظ الخطيب الغدادي، قاله لمن قال له: "أنت الشيخ الحافظ أبو بكر؟ ". "تاريخ دمشق": جـ٢٢ ق٢٦١ب. "٥" "تاريخ دمشق": جـ٢٢ ق٢٤٠ب.

1 / 136