247

Contraindre l'opposant en prouvant l'Imam caché

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب

قيام القائم أربعمائة سنة حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره واشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالحجارة والخشب ، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر ، فراسلوه وقالوا : كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك ، فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجعل يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر وكانت له فترة ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى ، وكان في ذلك الوقت حدث السن ، وخرج من عند فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز ، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام إليه وأكب على قدمه ثم قال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك ، فلما رأى الشيعة ذلك علموا أنه صاحبهم فأكبوا على الأرض شكرا لله عز وجل ، فلم يزدهم على أن قال : أرجو أن يعجل الله فرجكم ، ثم غاب بعد ذلك وخرج إلى مدينة مدين فأقام عند شعيب ما أقام ، فكانت الغيبة الثانية أشد من الأولى ، وكانت نيفا وخمسين سنة ، اشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه ، فبعثوا إليه بأنه لا صبر لنا على استتارك عنا ، فخرج إلى بعض الصحاري واستدعاهم وطيب نفوسهم وأعلمهم أن الله عز وجل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة ، فقالوا بأجمعهم : الحمد لله. فأوحى الله عز وجل إليه : قل لهم قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد لله.

فقالوا : كل نعمة من الله ، فأوحى الله : قد جعلتها عشرين سنة. فقالوا : لا يأتي بالخير إلا الله ، فأوحى الله عز وجل إليه : قل لهم لا يرجعوا ، فقد أذنت في فرجهم ، فبينما هم كذلك إذ طلع موسى راكبا حمارا فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه ، وجاء موسى حتى وقف عليهم فسلم فقال الفقيه : ما اسمك؟ قال : موسى ، فقال : ابن من؟ فقال : ابن عمران. قال : ابن من؟ قال : ابن قاهب بن لاوي بن يعقوب. قال : بما ذا جئت؟ قال : بالرسالة من عند الله عز وجل . فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم ثم أمرهم ثم فرقهم ، وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم لغرق فرعون لعنه الله أربعون سنة (1).

** السادس :

طواغيت زمانه على الجهد والبلاء حتى مضى منه ثلاث طواغيت فقوي بعدهم أمره ،

Page 255