الأرض ولا في غربها (1).
وفي الكافي عن مفضل بن عمر قال: أتينا إلى باب أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكى فبكينا لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلت: أصلحك الله أتيناك ونريد الإذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكائك. فقال (عليه السلام): نعم ذكرت إلياس النبي (عليه السلام) وكان من عباد أنبياء بني إسرائيل فقلت كما يقول في سجوده، ثم اندفع فيه بالسريانية. فلا والله ما رأينا قسا ولا جاثليقا أفصح لهجة منه ثم فسره لنا بالعربية فقال: كان يقول في سجوده أتراك معذبي وقد أظمأت لك هواجري، أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي، أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي، أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي، قال: فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك. قال: فقال: إن قلت لا أعذبك ثم عذبتني كان ماذا ألست عبدك وأنت ربي. قال: فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك فإني إذا وعدت وعدا وفيت به (2).
وفي البحار عن الثمالي عن علي (عليه السلام): لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله، ولولا آية في كتاب الله لأنبئنكم بما يكون حتى تقوم الساعة (3).
(وفيه) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن الله تعالى لما أنزل ألواح موسى (عليه السلام) أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. فلما انقضت أيام موسى (عليه السلام) أوحى الله إليه أن استودع الألواح وهي زبرجدة من جبل الجنة، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل فيه الألواح ملفوفة، فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل حتى بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) نبيه، فأقبل ركب من اليمن يريدون النبي (صلى الله عليه وآله) فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الألواح ملفوفة كما وصفها موسى فأخذها القوم فلما وقعت في أيديهم ألقي في قلوبهم أن لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها إلى رسول
Page 17