Contraindre l'opposant en prouvant l'Imam caché
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب
ويكون رجوع الشيعة الخاص وخروج السيد الحسني مع جمع كثير ، ونزول عيسى عليه السلام وأصحاب الكهف ورجعة الأنبياء والأوصياء ، ومعاونة جمع كثير من الملائكة والشجعان ، وذلك على ما في الحديث من أنه يعطى يومئذ لكل أحد من الشيعة قوة أربعين شجاعا ، وقلوبهم أقوى من الحديد (1) ولو شاءوا لقلعوا الجبال الحديد الرواسي ، والخوف عن قلوبهم زائل ، وإلى قتال الأعداء مائل ويسحقون أعادي الله سحقا ، وينشرهم في الجبال والقفار انتشارا ، وإذا طاف بجنوده العالم لا يبقى على الأرض من الكافرين ديارا ولو التجأ إلى شجر أو كنف حجر فينادونه أن عدو الله التجأ إلى كنفي ومختف عندي ، فخذوه واقتلوه (2).
والمراد بقوله : وتكون نار محرقة ونار موقدة ، أن المخالف والطاغي عن إطاعته يبتلى بالنار الموقدة من ضربه بين أيديه أو ورائه. ومن قوله : بين يديه البساتين المخضرة ، إلى ما روي فيه وفي زمانه من أن الله عز وجل ينزل حينئذ بركاته من السماء حتى أن كل شجرة تثمر ما شاء الله ، وتثقل أغصانها من ثمرتها حتى تنكسر ، وتوجد ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء وتمطر السماء بمطر الرحمة (3) وقد قطع عن العالمين من يوم السقيفة وغصب خلافة أمير المؤمنين عليه السلام ، فلو أن أحدا خرج من العراق إلى الشام لم يضع قدما ويرفع إلا على العشب والخضر ، كما ذكر في الفصل التاسع من كتاب «امس النبي» أن الجبال حينئذ تقطر ويجري منها السمن ، وتجري من دار الصاحب عين عذب.
والمراد من داره مسجد الكوفة ، وقد ورد في الحديث أن العيون الجارية من المسجد يومئذ أربعة ؛ عين السمن وعين الحليب وعين ماء الطهور وعين ماء. والمراد من قوله : ومن ورائه الأرض القفراء ، إشارة إلى انهدام العالم ؛ وعماراتها. والمراد من الركض كالخيل ما ورد من طي الأرض تحته وتحت جنده ، وتقطع المسافة البعيدة بأسرع ما يكون (4). والمراد من ركضهم كالشجعان واعتلائهم الحيطان ما ورد من طي رجله أو رجل أصحابه حتى يقطعوا
Page 140