وقوله في ترجمة جالينوس عند ذكر الكتب التي اعترض حنين بن إسحاق على نسبتها إليه: «ومنها كتاب الطب على رأي أوميرس».
7
ومن هذا القبيل قول البيروني: «أميروس المتقدم عند اليونانيين كامرئ القيس عند العرب».
8
ومثله قول ابن خلدون في مقدمته:
9 «إن الشعر لا يختص باللسان العربي بل هو موجود في كل لغة سواء كانت عربية أو عجمية، وقد كان في الفرس شعراء وفي يونان كذلك، وذكر منهم أرسطو في كتاب المنطق أوميروس الشاعر وأثنى عليه». ومثله قول ابن أبي أصيبعة:
10 «قال أفلاطون وقد كان مارينون (أغاممنون) ملك اليونانيين الذي يذكره أوميروس الشاعر باسمه وجبروته، وما تهيأ لليونانيين في سلطانه رمي بشدائد في زمانه وخوارج في سلطانه». ويدرج في هذا الباب قول الشهرستاني:
11 «أوميروس الشاعر من القدماء الكبار الذي يجريه أفلاطون وأرسطوطاليس في أعلى المراتب، ويستدل بشعره لما كان يجمع فيه من إتقان المعرفة ومتانة الحكمة، وجودة الرأي وجزالة اللفظ». وأما الشواهد التي أوردها الشهرستاني من كلام هوميروس في كتاب «الملل والنحل» والبهاء العاملي في «الكشكول» فلا شك أن فيها اختباطا واقتضابا على نحو ما جرى لكتاب العرب في أكثر ما استشهدوا به من كلام الأعاجم.
وقد أكثر أبو الفرج الملطي المعروف بابن العبري من ذكر هوميروس في تاريخه حتى دون حكايته مع ماجن سأله أن يهجيه طمعا في الشهرة من وراء ذلك الهجو فأبى هوميروس؛ فتهدده بالشكوى إلى رؤساء اليونانيين فضرب له هوميروس مثل الكلب الذي نكل الأسد عن مبارزته، فقال الكلب: «سأمضي إلى السباع فأشعرهم بضعفك» فأجاب الأسد: «لئن تعيرني السباع بالضعف أحب إلي من أن ألوث شاربي بدمك».
12
Page inconnue