الوفاء بالوعد: الحافظُ المُتقِن شَمسُ الدِّين السخاوي (٩٠٢ هـ) في كتابه المَوْسُوم: "الْتِمَاسُ السَّعْدِ في الوَفَاءِ بِالْوَعْدِ" (١)، وهو من الكتب التي صنَّفها لأجل السلطان الأشرف قَايِتْبَاي (٢)، وقد أجاد السخاوي فيه وأفاد في عرض الأحاديث والآثار الواردة في الأمر بالوفاء بالوعد، والكلام على درجتها، ثم تطرَّق إلى بعض الفوائد والأحكام.
أما رسالة الشيخ الفقيه مرعي الكرمي "إِخلاَصُ الوِدَاد" فقد جمع فيها فَوَائِد، وَاصْطَادَ لها فَرَائِد، وبناها على ضوء قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥٤)﴾ [مريم: ٥٤].
وساق فيها كلام جماعة من المفسِّرين عل الآية الكريمة في كون الوفاء بالوعد من خُلُق الأنبياء، ومن صفات المؤمنين الأصفياء، وانتقل إلى وفاء إسماعيل ﵇ بوعده، وصبره على الذبح، كما ساق بعض الأحاديث والآثار في صدق الوعد، والوفاء بالعهد، ثم ختمها بالكلام على حكم الوعد الفقهي، وهل يلزم من حيث الحكم القضائي؛ بحيث يلزم القاضي من أخلف وعده بأدائه والالتزام به؟
تناول كل ذلك نَاهِجًا فيه منهج الاختصار والإِيجاز، البعيد عن الإِخلال والانحياز.
_________
(١) مطبوع بتحقيق د. عبد الله الخميس، عن مكتبة العبيكان.
(٢) أَلَّفَ الحافظ السخاوي مجموعة من الكتب والمصنفات بطلب من السلطان قايتباي حاكم مصر (٨٧٣ - ٩٠١ هـ) وأهداها له، ويعتبر بعضها من أجود ما صُنِّف في بابه، وقد تكلَّمت عنها في دراسة أنجزتها عن تراث الحافظ السخاوي.
1 / 6