لقراءتها داخل المسجد الحرام لبركة المكان؛ وذلك إما على وجه المذاكرة مع الأقران، أو الاستجازة من الشيوخ والمسندين.
فهذا الحافظ ابن خَيْر الإِشبيلي (٥٧٥ هـ) يذكر أنه قرأ كتاب
"التَّلْخِيص في القِرَاءَات الثمَان عَن القُرَّاء الثَّمَانِيَة المَشْهُورِين" لأبي معشر الطبري على الشيخ أبي جعفر أحمد بن شعبان الكلبي المكي بقراءته على شيخه بالحرم المكي الشريف (١).
والحافظ المسند التُّجيبي، قرأ كتاب صحيح الإِمام البخاري على الشيخين فخر الدِّين أبي عمرو التَّوْزَري المالكي، وظهير الدِّين أبي الفداء المصري الشافعي داخل الحرم الشريف تجاه الكعبة المعظَّمة، وسمع جزءًا فيه حديث الرحمة المسلسل بشرطه على شمس الدِّين أبي عبد الله الجَيَّاني الأندلسي بالحرم الشريف تجاه الكعبة المشرَّفة بإزاء باب العمرة، وغيرها من الكتب والأجزاء التي تحصَّلت له بقراءته وسماعه من الشيوخ داخل الحرم المكي الشريف (٢).
ومن علماء المشرق الحافظ المحدِّث المتقن شمس الدِّين السخاوي (٩٠٢ هـ)، الذي تحصل له من ذلك الكثير والكثير (٣).
وقد اخترت رسالتين لطيفتين للفقيه المتقن مَرْعِي الكَرمِي الحنبلي (١٠٣٣ هـ)، هما: "إِخْلاَصُ الوِدَادِ في صِدْقِ المِيعَاد"، ورسالة: "مَا يَفْعَلُه الأَطِبَّاءُ وَالدَّاعُونَ بِدَفْعِ شَرّ الطَّاعُون".
_________
(١) فهرسة ابن خير ص ٣٠.
(٢) برنامج التجيبي ص ٦٨، ١٧١، ٢٣٩.
(٣) راجع لذلك كتابه الحافل في الترجمة لنفسه: "إِرْشَادُ الْغَاوِي بَل إِسْعَادُ الطَالِبِ وَالرَّاوِي بِتَرْجَمَةِ السَّخَاوي" (مخطوط ل/ ٢٧ أوغيرها).
1 / 4