Chronique des savants
اخبار العلماء بأخبار الحكماء
Chercheur
إبراهيم شمس الدين
Maison d'édition
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
Numéro d'édition
الأولى 1426 هـ - 2005 م
لأن إسقلبيوس كلل بإكليل يذهب بالحزن ولأن الشجرة هذه أيضا فيها قوة تشفي الأمراض من ذلك أنك تجدها إذا ألقيت في موضع هربت من ذلك الموضع الهوام وذوات السموم.
4 - أبيذقليس حكيم كبير من حكماء يونان وهو أول الحكماء الخمسة المعروفين
بأساطين الحكمة وأقدمهم زمانا والخمسة هم أبيذقليس هذا ثم فيثاغورس ثم سقراط ثم أفلاطون ثم ارسطوطاليس بن نيقوماخس الغبثاغوري الجهراسني فهؤلاء الخمسة هم المجمع على استحقاقهم اسم الحكمة عند اليونانيين ولغة اليونانيين ولغة اليونانيين تسمى الإغريقية وهي من أوسع اللغات وأجلها وكانت رامة اليونانيين صابئة يعظمون الكواكب ويدينون بعبادة الأصنام وعلماؤهم يسمون فلاسفة وأحدهم فيلسوف وهو اسم معناه باللغة العربية محب الحكمة وفلاسفة اليونانيين من أرفع الناس طبقة وأجل أهل العلم منزلة لما ظهر منهم من الاعتناء الصحيح بفنون الحكمة من العلوم الرياضية والمنطقية والمعارف الطبيعية والإلهية والسياسات المنزلية والمدنية.. فأما أبيذقليس هذا لكان في زمن داود النبي عليه السلام على ما ذكره العلماء بتواريخ الأمم وقيل أنه أخذ الحكمة عن لقمان الحكيم بالشام ثم انصرف إلى بلاد اليونانيين فتكلم في خلقة العالم بأشياء تقدح ظواهرها في أمر المعاد فهجره بعضهم وله تصنيف في ذلك رأيته في كتب الشيخ أبي الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي التي وقفها على البيت المقدس الشريف وأرسطوطاليس عليه كلام وردود ومن الفرقة الباطنية من يقول برأيه وينتمي في ذلك إلى مذهبه ويزعمون أن له رموزا قلما يوقف عليها وهي في غالب الظن إيهامات منهم فاتنا ما رأينا شيئا منها والكتاب الذي رأيته ليس فيه شيء مما زعموه.
ومن المشتهرين في الملة الإسلامية بالانتماء إلى مذهبه محمد بن عبد الله الجبلي الباطني من أهل قرطبة كان كلاما بفلاسفته ملازما لدراستها وهو محمد بن عبد الله بن ميسرة بن تجبح القرطبي أبو عبد الله سمع من أبيه ومن ابن وضاح والخشني وخرج إلى المشرق فارا لما اتهم بالزندقة لإكثاره من النظر في فلسفة أبيذقليس ولهجه بها وتردد في المشرق مدة واشتغل بملاحاة أهل
Page 19