فصل [حكم الفاء الدال مع تاء الافتعال]
ولو كانت فاء الافتعال دالًا كالافتعال من الدلجة (١) كان استثقال سلامة التاء أشد؛ لأنَّ اجتماع متضادين في الوصف يهون عند تباعد المخرجين، ويصعب عند تقاربهما، ويكاد يعجز عند اتحاد المخرج كالدال والتاء (٢)، ويظهر ذلك بتكلف النطق بالادّلاج على أصله وهو الادتلاج، فوجب التخلص من هذا الثقل بإبدال التاء دالًا وتعين الإدغام فقيل ادِّلاج.
فصل [حكم الفاء الزاي مع تاء الافتعال]
ولو كانت فاء الافتعال زايًا كالافتعال من الزجر أبدلت التاء - أيضًا - دالًا فقيل: ازدجار؛ لأنَّ التاء مهموسة والزاي مجهورة والدال مجهورة (١)، واجتماع مجهورين أخف من اجتماع مجهور ومهموس، ويتبين ذلك بتكلف أصل ازدجار وهو: ازتجار.
فصل [حكم الفاء الجيم مع تاء الافتعال]
فلو كانت فاء الافتعال جيمًا كالاجتماع، فمن العرب مَنْ يستثقل سلامة التاء فيجعلها دالًا كالاجدماع (١) . وعلى ذلك قول الشاعر (٥):
فقلت لصاحبي لا تحبسانا ... بنزع أصوله واجدز شيحا (٦)
أراد: واجتز.