152

Ijaz Tacrif

إيجاز التعريف في علم التصريف

Chercheur

محمد المهدي عبد الحي عمار سالم

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢هـ/ ٢٠٠٢م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

افْعَلَّ كاعْوَرَّ١، فإنَّهما مستويان في أن لا يستغنى عنهما أو عن أحدهما "أفعل" الذي مؤنثه فعلاء، فأرادت العرب أن يتوافقا لفظًا كما توافقا معنى، وذلك بحمل أحدهما على الآخر، وكان حمل "فَعِل" على "أفْعَلَّ" فيما يستحقه من التصحيح أولى من حمل "أفْعَلَّ" على "فَعِل" فيما يستحقه من الإعلال؛ لأنَّ التصحيح أصل والإعلال فرع. وأيضًا فإنَّ "فَعِل" لا يلزم باب "أفعل وفعلاء" و"افْعَلَّ" يلزمه غالبًا، فكان الذي يلزم المعنى الجامع بينهما أولى بأن يجعل أصلًا ويحمل الآخر عليه، وأيضًا فإنَّ إعلال اعْوَرَّ ونظائره يوقع في التباس؛ لأنَّه متعذر إلاَّ أن تُنْقَل حركة عينه إلى فائه وتحذف همزة الوصل للاستغناء عنها بحركة الفاء، فيصير اعورَّ - حينئذٍ - عَارَّ مماثلًا لفاعل من العرّ٢، وتصحيح عَوِر ونظائره لا يوقع في شيءٍ من ذلك، فكان متعينًا، وأمَّا العَوَر وغيره/ (١٥-ب) من مصادر "فعل" المذكور فصحح حملًا على فعله كما أعل "الغارّ" من الغيرة٣ حملًا على فعله. ومن العرب مَنْ يقول في "عَوِر": "عار"٤ فمقتضى الدليل أن

١ تنظر هذه المسألة وتعليلاتها في الصحاح (عور) ٢/٧٦٠، والمنصف ٢/٢٥٩ وما بعدها، وكتاب المفتاح في الصرف ص ٩٢، ونزهة الطرف ص ٢٢٥، وشرح الملوكي لابن يعيش ص ٢٢٢-٢٢٣، وشرح المفصل لابن يعيش ١٠/١٦، وشرح الكافية الشافية ٤/٢١٢٧. والتعريف في ضروري التصريف ص ٤٩، وشرحه لابن إيَّاز ص ١٧١، والمساعد ٤/١٦٤، والارتشاف ١/٢٩٦، والأشموني ٤/٣١٦. ٢ العَرُّ: الجرب. ينظر الصحاح (عرر) ٢/٧٤٢. ٣ في الصحاح (غور): "الغار الغيرة ". ٤ قال أبو حيان في الارتشاف ١/٢٩٩: (وأمَّا إعلال " عَوِر "، وقولهم فيه " عار " فقال السيرافي: لم يذهب مذهب " أفعل "، وقيل هو شذوذ كما شذُّوا في تصحيح رَوِح، وغيب وخَوَنة ...) . وينظر المنصف ٢/٢٦٠، واللسان (عور) .

1 / 172