324

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Genres

واعلم أن هذا الذي ذكره أولا -أعني حديث: ((أقضاكم علي)) من أقوى ما يمكن الشيعي أن يورده على خصمه الناصبي؛ لأن تلك الأحاديث وغيرها قد يطعن الخصم في أكثرها، بل قد فعلوا ذلك حتى قدحوا في حق الكهار من المحدثين سبب روايتهم لأمثالها، ولأجل ذلك امتنع عبد الرزاق رحمه الله تعالى من أن يحدث بحديث الاستخلاف وهو المذكور فيه أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قلت استخلف يا رسول الله ... الحديث، وقال: -أي عبد الرزاق لابن أخيه أحمد بن داود وقد كتب إليه من العراق في حديث الاستخف، وفي حديث غديرخم: أنا لا أحدث بهما، ولكن قم يا أحمد فحدث عني، انتهى ما ذاك إلا أنه أي عبد الرزاق رحمه الله تعالى خشي مما ذكره، ولم يستحيل الاخلال بالتبليغ مطلقا، بل أم ابن أخيه بأن يوي عنه ذلك والمر كما خشيه، فقد زعم ابن رشد صاحب نهاية المجتهد أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الجن، وقال: أنه قد روي من طرق وثيقة أن ابن مسعود لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الجن، هذا كلامه في أوائل كتابه المذكور، وهذه الطرق الوثيقة التي زعمها ليست إلا من جنس ما أشرنا إليه، مرادهم تكذيب الرواية عن ابن مسعود فإن هذا الحديث الذي هو حديق الاستخلاف رواه ابن مسعود رضي الله عنه ليلة الجن لكن ابن رشد وغيره ممن زعم أن هذه الطرق المشار إليها وثيقة قد غفلوا عن كونها مناقضة لما زعم بعضم أنه أصح الكتب بعد القرآن -أعني صحيح مسلم- فإنه قد فضله بعضهم على البخاري وسيأتي تصريح المعترض بأنه أي صحيح مسلم أصح الكتب بعد القرآن كصحيح البخاري، وفيه ما يؤذن بأن ابن مسعود رضي الله عنه كان معه صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة، ومثله في مسند الإمام أحمد في باب النهي عن الاستنجاء بطعوم وماله حرمه، ولهذا لم يرجع ابن الجوزي وغيره منهم إلا إلى القدح في هذا الحيث المشار إلأيه من جهة رواية لا من جهة أن ابن مسعود لم يكن مع النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام في تلك الليلة [170].....أنه من وضع مبنا بن أبي مينا مولى عبد الحمن بن عوف.

قال ابن الجوزي في كتاب الذي أفرده في الموضوعات بزعمه بعد أن ذكر ووضع هذا الحديث ما نصه: ... انتى يعني أن آفة الوضع لهذا الحديث المذكور هو مبهنا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف.

وقال يحيى بن معين:....... بضرامة حتى يتكلم في الصحابة، انتى، وفي هذا الحديث قوه صلى الله عليه وآله وسلم: ((لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أكتعين)).

وفي رواية: ((أما والذي بعثني بالحق نبيا لئن أطاعوه ليدخلن أجمعين أكتعين)) انتهى، والضمير المنصوب في قوله: أطاعوه عائد إلى علي رضي الله عنه.

Page 363