وبالجملة فالحكم بأن لوجود الرئيس القار المخوف أثرا في قرب العباد من المصالح .... عن المفاسد عقلي محض لا دخل للشرع فيه أصلا، فيجب أن تكون تلك المصالح والمفاد عقلية محضة، وإلا لم يكن ذلك الحكم محضا والقول بمصالح ومفاسد عقلية ليس من مذهب المجبرة، وإنما هو من مذاهب العدلية، ولهذا منع المجبرة من تجويز الفاسد في أفعال الله تعالى من حيث كونها أفعالا له عز وجل مع جزمهم بأنه سبحانه وتعالى هوالموجد لكل فساد، والمؤثر في كل قبيح [136]، والمانع عن الصلاح، وقالوا:ان الفساد ليس فسادا بالنسبة إليه تعالى وإنما يكون... بالنسبة إلى العباد لكونهم تحت الأمر والنهي وهذا نفي لثبوت الفساد وتميز الصلاح في نفس الأمر، وقد أعرب المعترض عن هذا في مواضع سيأتي له ومنها ما ذكره في الكلام على قول المؤلف رحمه الله تعالى: قلنا قولكم.. في مملوكه سب لله تعالى؛ لأن من أراد من مملوكه الفساد فقد تخلى نصفه ... عند العقلاء فقال المعترض..... ما نصه: فلا يكون حلق ما هو فساد بالنسبة إلى العبد لتجاوزه الحد فسادا بالنسبة إليه تعالى لعدم تجاوزه .... لاستحقاقه الحدود في حقه؛ لأنه الحاكم لا غيره أي قلا حكم للعقل أصلا بأن في .... ما هو صلاح في نفسه،وفيها ما هو فساد في نفسه كائنا ممن كان كما هو مذهب المعتزلة وسائر العدلية، وهذا المعنى هو الذي أراده صاحب التلخيص... لا ريب فيه فياعجباه من سعد الدين كيف غفل عن هذا، بل كيف غفل هو وغيره ...عن كون هذا الاستدلال على الإمامة إنما فتح بابه كبار المعتزلة ومشائخ العدلية كأيب عثمان الحافظ، وأبي القاسم الكعبي، وايب إسحاق بن عياش، واي الحسين البصري.... من قدماء المعتزلة ورؤساء العدلية بناء منهم على القول بالحسن والقبح، وحكم..... بأن في الأشياء مع قطع النظر عن الشرع ما هو صلاح وما هو فساد في نفس الأمر..الإمام الرازي وحلو صورة استدلالهم إلى ما سبق ذكره عن المحصل ل...... استدلالا للأشاعرة أيضا، وتبعه على ذلك جماعة منهم كالعضد والسعد وغيرهم ولم يتنبهوا على كون قاعدتهم في نفي الحسن والقبح ............... التلخيص وغيره من الأذكيا ونبهوا على معاندة هذا الاستدلال لقاعدتهم.. وعدم تمشيه عليها أصلا فجاء السعد واعترضه بما مر ذكره كان صاحب من ......... عن تحريفهم في تحريرهم لمحل النزاع أو أن .......بالاعتراض والخداع، ثم جاء...ز بما ذكره عن ابن سينا..... بذلك التحريف في التحرير متشبثا بأذيال .....اعقتادا بأنه هو العلامة النحرير، ولو نظر إلى ما قال نظر خبير لعلم نصح.... فيما قال: انظر إلى ما قال: ولا تنظر إلى من قال، ولما احتجنا على هذا الكلام الذي... وطال، وما العجب من مثل المعترض في هذا الاغترار بمغالطتهم في تحرير محل النزاع في الحسن والقبح عقلا، وإنما العجب من مثل السعد بل من مثل الإمام الرازي وإن كان دأبه التشكيك والمغالطة في كثير من المواضع المتعلقة بمناظرو... لكنه قد اطلع على مؤلفات ايب الحسين بل لو لم يطلع عليها كلها لكفاه ما ذكره أبو الحسين في المعتمد وهو معتمد الرازي في أصول الفقه، ومنه.... الغزالي أحد المحصول حتى أنه ينقل منه الصافحة والصافحتين كما ذكره جمالد الدين الأسنوي في أول شرح منهاج القاضي البيضاوي، ولنذكر شيئا مما ذكره أبو الحسين [137] فنقول: قال في باب أفعال المكلف إلى احكامها من الكتاب المذكور ...: أما القيبح فهو ما ليس للمتمكن منه ومن العلم بقبحه أن يفعله ومعنى قولنا:... أن يفعله معقول لا يحتاج إلى تفسبر، ويتبع ذلك أن يستحق الذم بفعل...، قال: ويجد أيضا أنه الذي على صفة لها تأثير في استحقاق الذم، ثم قال: وإنما لم .... القبيح بأنه الذي يستحق من فعله الذم؛ لن القبيح لو وقع ممن قد استحق فيما تقدم المدح أكثر مما يستحق من فعله الذم؛ لن القبيح لو وقع ممن قد استحق فيما تقدم من المدخ أكثر مما يستحق على ذلك القيبح من الذم على ذلك القبيح من الذم لكان ما يستحقة من المدح نافعا من استحقاق الذم على ذلك القبيح والتهمة أيضا قد تفعل القبيح عند أصحابنا ولا تستحق الذم إلى هنا كلامه.
Page 296