Séduction Tavernake
إغواء تافرنيك
Genres
استفسر قائلا: «هل أقول لها ذلك؟ إنها مجرد وصفة دواء منوم. الصيدلي الخاص بها يركبها بلا مشاكل.»
أجاب الرجل الذي يقف خلف منضدة البيع: «قد يكون الأمر كذلك، لكن كما ترى، أنا لست الصيدلي الخاص بها. من الأفضل أن تذهب وتخبرها بذلك.»
انطلق الرجل في مهمته دون أن يلقي نظرة على الفتاة التي تجلس على بعد بضع أقدام منه.
وقال لسيدته: «أنا آسف جدا يا سيدتي، رفض الكيميائي تركيب الوصفة الطبية إلا إذا وقعت في الدفتر.»
صرحت: «حسنا، إذن، سأحضر.»
خرجت المرأة من السيارة بمساعدة خادمها، ورفعت تنورتها البيضاء المصنوعة من الساتان بكلتا يديها وخطت بخفة عبر الرصيف. انتحى تافرنيك جانبا ليسمح لها بالمرور. بدت بالنسبة إليه حقا مخلوقة من ذلك العالم الآخر الذي لا يعرف عنه شيئا. حركتها البطيئة والرشيقة، لمعة تنورتها، جوربها الحريري، وميض الأبازيم الماسية على حذائها، العطر الهادئ المنبعث من ملابسها، اللمسة الناعمة من فرائها وهي تمر بجانبه ... كل هذه الأشياء كانت في الواقع غريبة عنه. تبعتها عيناه باهتمام جذل وهي تقترب من منضدة البيع.
سألت الصيدلي: «هل تريدني أن أوقع على وصفتي الطبية؟ سأفعل ذلك، بكل سرور، إذا لزم الأمر، ولكن شريطة ألا تجعلني أنتظر طويلا.»
كان صوتها منخفضا جدا وموسيقيا للغاية، وكادت الابتسامة الطفيفة من شفتيها المتعبتين تبدو مثيرة للشفقة. حتى الصيدلي شعر بتعاطفه الإنساني معها. واستدار على الفور إلى رفوفه وبدأ في تحضير الدواء.
قال معتذرا: «آسف، يا سيدتي، أن طلبت ضرورة حضروك إلى هنا. سوف يعطيك مساعدي الدفتر لتتكرمي بالتوقيع فيه.»
نزل المساعد تحت المنضدة، ونهض مرة أخرى على الفور وفي يده دفتر أسود وقلم وحبر. وانشغل الصيدلي في مهمته؛ وكانت عينا تافرنيك لا تزالان منصبتين على هذه المرأة التي بدت له أجمل شيء رآه في حياته. لم يكن هناك من يراقب الفتاة. وكان الصيدلي أول من رأى وجهها، وكان ذلك في مرآة. فتوقف عن خلط عقاقيره واستدار ببطء . كان التعبير الذي ارتسم على وجهه كفيلا بأن يتبع الجميع عينيه. كانت الفتاة تجلس منتصبة على كرسيها، وقد تلونت وجنتاها فجأة بلون أحمر دام، وأمسكت أصابعها بالمنضدة كما لو كانت تستمد منها الدعم، واتسعت عيناها، بشكل غير طبيعي، وتوهجت في بياضها بنار مستعرة. كانت السيدة آخر من أدارت رأسها، وفجأة سقطت من يدها زجاجة ماء الكولونيا التي أخذتها من على المنضدة، وتحطمت على الأرض. بدا أن كل التعبيرات اختفت من وجهها؛ بل إن الحياة نفسها بدت أنها فارقته. أولئك الذين كانوا يشاهدونها رأوا فجأة امرأة عجوزا تنظر إلى شيء تخاف منه.
Page inconnue