168

وقالت: «والدي العزيز، عليك حقا أن تأخذ شيئا ما لأعصابك. لا حاجة إلى أن يحدث أي شيء للسيد بريتشارد على الإطلاق ما لم يضطرنا إلى ذلك. لديه فرصته ... ولا ينبغي لأحد أن يتوقع أكثر من هذا.»

قال كريس مصرحا ببطء شديد وهو يمط الكلمات كالمعتاد: «أنت على حق، يا عزيزتي إليزابيث. مسألة صحته في المستقبل - على أي حال، في المستقبل القريب - تقع بالكامل في يد بريتشارد. لا يوجد من تلقى الكثير من التحذيرات مثله. تم تحذير براملي مرتين؛ وتم تحذير ماليسون ثلاث مرات ثم حرق حتى الموت؛ ولم يحذر فورسيث إلا مرة واحدة فقط، ثم أطلق عليه الرصاص في شجار مخمور. أما هذا الرجل بريتشارد فتم تحذيره عشرات المرات، وقد نجا من الموت مرتين. لقد حان الوقت لنظهر له أننا جادون. التهديدات بلا جدوى؛ لقد حان وقت العمل. أقول إنه إذا رفض بريتشارد طلبنا التافه هذا، فلنحرص على أن يغادر هذا المنزل في حالة لن يتمكن بعدها من إلحاق أي ضرر بنا، على الأقل لبعض الوقت.»

صاح البروفيسور بحماس: «لكنه سوف يعد! أنا واثق تمام الثقة من أنك إذا سمحت لي بالتحدث معه بعقلانية، فسوف يعدنا بالعودة إلى أمريكا ولن يتدخل في أموركم بعد الآن.»

أدار بريتشارد رأسه قليلا. كان شاحبا بعض الشيء والدماء تتساقط ببطء على الأرض من جرح في صدغه، لكن نبرة صوته كان ملؤها الازدراء. «سأعدك يا بروفيسور، وأنت يا إليزابيث جاردنر، وأنت يا جيم بوست، وأنت يا والتر كريس، أنني إن كنت مشلولا أو سليما، سقيما أو معافى، بين فكي الموت، سوف أتمسك بالحياة حتى تسددوا ديونكم التسديد العادل. أتفهمون ذلك، كلكم؟ لا أعرف ما نوع هذا العرض. قد تكونون جادين، أو ربما تحاولون المزاح. على أي حال، اسمحوا لي أن أؤكد لكم هذا. لن تجعلوني أستجدي الرحمة. إذا أجبرتموني على شرب هذا الشيء الذي تتحدثون عنه، فسأجد الترياق، وبقدر ما أنا متأكد أن هناك سجنا في أمريكا، فأنا متأكد من أنني سأجعلكم تعانون جزاء لهذا!» ثم تابع ببطء: «إذا أخذتم بنصيحتي، وأنا أعلم ما أتحدث عنه، فستقطعون هذه الحبال وتفتحون الباب الأمامي. عندئذ ستعيشون مدة أطول، جميعكم.»

علقت إليزابيث بسرور قائلة: «الأبله لا يمكنه أن يوقع سوى القليل من الضرر في العالم. ولا يعول على كلام ضعيف العقل. من ناحيتي، لقد سئمت جدا من صديقنا السيد بريتشارد. فإذا كنتم على استعداد للذهاب إلى أبعد من ذلك، وإذا قلتم «نشنقه من السقف»، فسأكون سعيدة بذلك تماما.»

أصدر بريتشارد حركة طفيفة في كرسيه ... لم تكن تنم على الخوف بالتأكيد.

قال: «سيدتي، أنا معجب بصراحتك. اسمحوا لي أن أرد. لا أعتقد أن أحدكم هنا لديه الشجاعة لمحاولة إلحاق أي إصابة خطيرة بي. إن كان بينكم من يمكنه ذلك، فليمض قدما. أتسمعني يا سيد والتر كريس؟ أخرجوا هذه الزجاجة.»

أخرج كريس السيجار من شفتيه ونهض ببطء على قدميه. وسحب من جيب صدريته قارورة صغيرة، سحب منها الغطاء الفلين.

وقال بهدوء: «يبدو لي أننا نستطيع القيام بهذه الحيلة. أمسك بجبهته يا جيمي.»

ألقى الرجل المعروف باسم الميجور بوست سيجارته بعيدا، ودار خلف كرسي بريتشارد، وثنى رأس الرجل للخلف فجأة. تقدم كريس، والقارورة في يده. ثم بدا كأن الجحيم قد استعر فجأة داخل تافرنيك. عاد إلى مكانه وقاس بعد ذلك اللوح الخشبي. ثم أطبق أسنانه وهو ينطلق نحوه بقوة، ملقيا الوزن الثقيل لكتفه الضخم على الإطار الخشبي. واقتحم الغرفة، وهو جريح، وجرحه ينزف، لكنه ما زال واقفا على قدميه، بينما تعالى صوت ضجيج الطوب الذي وقع خلفه ... كان المشهد غير متوقع البتة، لدرجة أن الزمرة الصغيرة التي تجمعت هناك بدت كأنها تحولت إلى مجموعة من تماثيل الشمع في بيت رعب ... كانوا مشلولين، لا يملكون حتى القدرة على الحركة.

Page inconnue