163

مالا بثقلهما على الباب، وطرقا على الألواح، وانتظرا. كان الباب موصدا بإحكام ولم يرد أي رد. هز الموسيقي كتفيه واستعد للمغادرة، بعد أن ألقى نظرة أخرى على تافرنيك، نصف مرتابة، ونصف متسائلة.

وقال: «إذا كنت تعتقد أن الأمر يستحق العناء، فربما كان من الأفضل لك إحضار الشرطة. ومع ذلك، إذا كنت ستأخذ نصيحتي، أعتقد أنني كنت سأعود إلى المنزل وأنسى أمر كل ما حدث.»

وغادر تاركا تافرنيك عاجزا عن الكلام. إن فكرة أن الناس قد لا يصدقون قصته لم تخطر بباله قط. ومع ذلك بدأ هو نفسه فجأة يشك في الأمر. عاد إلى الطريق ونظر إلى نوافذ المنزل ... مظلمة، غير مغطاة بستائر، ولا تكشف عن أي علامة على الحياة أو السكن. فهل سار بالفعل مع بريتشارد، ووقف معه في هذا المكان قبل دقيقة أو دقيقتين فقط؟ ثم التقط صافرة الشرطة من على الأرض ولم يعد لديه أي شك. كان المشهد بأكمله أمامه مرة أخرى، بشكل أكثر وضوحا من أي وقت مضى. حتى في هذه اللحظة، قد يكون بريتشارد بحاجة إلى مساعدة!

استدار ومشى بحدة إلى زاوية أديلفي تيريس، ليجد نفسه على الفور وجها لوجه مع شرطي.

صاح تافرنيك مشيرا إلى الوراء: «يجب أن تأتي معي إلى هذا المنزل في الحال! لقد تعرض رفيق لي للهجوم هنا الآن؛ حاول رجل طعنه. وكلاهما في ذلك المنزل. هرب الرجل وتبعه رفيقي. والباب مغلق ولا أحد يجيب.»

نظر الشرطي إلى تافرنيك كثيرا كما فعل الموسيقي.

وسأل: «هل يعيش أي منهما هناك يا سيدي؟»

أجاب تافرنيك: «كيف يمكنني أن أعرف؟ لقد قفز الرجل على رفيقي من الخلف. وكان في يده سكين ... لقد رأيته. فقلبه رفيقي وألقى به، فهرب الرجل إلى ذلك المنزل. وكلاهما هناك الآن.»

سأل الشرطي: «أي منزل هذا يا سيدي؟»

كانا يقفان أمامه تقريبا. كانت البوابة مفتوحة وكان تافرنيك يطرق على الألواح براحة يده. ثم، بصرخة انتصار، انحنى والتقط شيئا من صدع في الأحجار المرصوفة.

Page inconnue