L'Étrangeté dans les jugements des chiens
الاغتراب في أحكام الكلاب
Genres
ثم حملته على النجيبة وأتيت به أهلي، فحسدني عليه كثير من قومي، وسألوني نصبه لهم ليعبدوه معي فأبيت عليهم وانفردت بعبادته وجعلت على نفسي كل يوم عتيرة، وكان لي (ثلة) من الضأن فأتيت على آخرها، وأصبحت يوما وليس لي ما أعتره، وكرهت الإخلال بنذري، فأتيته فشكوت إليه ذلك فإذا هاتف من جوفه يقول: يا مال، يا مال، (لا تأس) على مال سر إلى طوى الأرقم، فخذ الكلب الأشحم الوالغ في الدم، ثم صد به تغنم.
قال مالك: فخرجت من فوري إلى طوى الأرقم -وهو بئر- فإذا كلب أشحم -أي أسود- هائل المنظر قد وثب على قرهب -يعني ثورا وحشيا- فصرعه وأنا أنظر إليه، ثم بقر بطنه وجعل يلغ في دمه، قال: فتهيبته، ثم تجاسرت فتقدمت إليه وهو مقبل على عقيرته يلتفت إلي، فشددت في عنقه حبلا ثم جذبته، فتبعني.
فأتيت راحلتي فأثرتها، وقدتها إلى القرهب، وأنختها وجزرته وحملته عليها، ثم قدتها وسرت قاصدا إلى الحي، والكلب يلوذ بي، فعرضت لي ظبية فجعل الكلب يثب ويجاذبني الحبل، فترددت في إرساله ثم أرسلته فمر كالسهم حتى اختطفها، فأتيته فجاذبته إياها فأرسلها (في يدي).
فاستقر بي السرور، وأتيت أهلي، فعقرت الظبية لغلاب، ووزعت لحم القرهب وبت بخير ليلة، ثم باركت (بالصيد) فلم يفته حمار، ولا ماطله ثور، ولا اعتصم منه وعل، ولا أعجزه ظبي، فتضاعف سروري به، وبالغت في إكرامه، وسميته ((شحاما)) فلبثت كذلك ما شاء الله.
Page 259