255

Le secours des affligés

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

وأنفذوا حق الله فيهم ، واطردوهم من جميع البلاد ، إلى سجن أهل الفساد ، فاتركوهم فيه صاغرين ، وعاقبوهم بأضيق مكان منه داخرين (¬1) حتى يعلموا شدة بطش الله فيمن انتهك محارمه وتجرى على البغي في البلاد ، ليفسد في الأرض ، ويهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد (¬2) .

وهذا النوع العظيم من أهم ما تجب العناية به ، لمن أراد القيام بالعدل احتسابا ، [80/262] أو كان متعبدا به مع القدرة إيجابا ، وهل تضاعف عليهم العقوبة بالقيد ونحوه أم لا؟ فقد اختلف في ذلك فقيل : يكتفى بالسجن على التهمة ، وقيل: إنه على نظر القائم بالعدل في ذلك، وقد صرح بعضهم بجوازه (¬3) وإني لأميل إلى الإجازة في مثل هذا المقام ، قطعا لشائبة الفساد ، وإرهابا لأهل البغي والعناد ،فحقيق بالغلظة في (¬4) مثل هذا الزمان لشدة العدوان فليجتهد (¬5) القائم لله تعالى بالعدل فيما يراه في الحالتين (¬6) أقوى للدين ، فبمثل هذا يرتفع لواء العدل والأمان ، ويظهر ناموس الحق والإحسان وتنطفي نار البغي والعدوان ، والله المستعان ، وعليه التكلان.

¬__________

(¬1) داخرين : من دخره ، دخورا ، ودخرا ، أي : صغر وذل

[ الفيروز أبادي ( القاموس) ، ج 2 ص 41 ، مادة : دخر ، باب: الراء فصل : الدال].

(¬2) أقتباس من قوله تعالى:( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد). ...

[ سورة البقرة ، الآيات رقم 204-205].

(¬3) قال ابن جعفر :" وعن أبي بكر أحمد بن النضر بن محمد بن صالح : أن العقوبة بالحبس والقيد جائز بالتهمة"[( الجامع -خ) ، ج 3 ص 87].

(¬4) كلمة : " في" سقطت من (ج، ه ، و).

(¬5) في ( أ ،ب ، ج) :" فاليجتهد " وهو خطأ رسما.

(¬6) في (ز) :" من الحالين" وهو خطأ.

Page 255