كانت مراقيها صعبة، وسلاليمها وعرة، ودرجاتها خشنة، ما استحق الوصول إليها كل راغب، والبلوغ إلى حافاتها63 كل طالب، بل هي الدرجة الرفيعة التي يختص بإصابتها مثل علي ابن أبى طالب عليه السلام المتوج بمكارم الأخلاق ومعاليها.
ثم القوة والشجاعة التي بها حركة النفس للسياسة، وحسن التدبير . هل رأيت أو سمعت مثل علي بن أبى طالب عليه السلام [1.8] في باب الشجاعة والإقدام? وهو مع شجاعته ونجدته وقوة بأسه، كيف أعطى الحلم والصبر حين رأى أمره في يد غيره? لم تغلب شجاعته حلمه مصه، ولا أوهن،6 حلمه مه مه شجاعته، بل تربص بحلمه وصبره وتدبير65 سياسته إلى انقضاء مدة من ظلمه. وهو مع ذلك لا يفتر عن عبادة الله والمبادرة إلى طاعته آناء ليله1 ونهاره. قد رضي من الدنيا بالقليل الذي يكفيه ولم يتعرض للكثير الذي يطغيه. وقد كان له من آلة طلب الدنيا والجدوى67 ما لم يكن لأحد سواه. فلم يغتر بدنياه ولم يركن إليها، ولا اطمأن بها، لأن الذي أعطاه الله من فضله ورحمته خير مما تركه من دنياه.
وهو مع هذا، فمن الذي يوازيه في النسب وشرف الحسب? ومن الذي يعادله اي الجود والعفة والطهارة والنظافة؟ ومن له منهم أعقاب وأولاد مثل أعقابه
Page 160