ولما كان19 أكثر المجدودين في باب دنياهم المحظوظين بخيراتها، غير موفقين لحفظها وتدبير ما ورثوه من آبائهم واكتسبوه، والقليل منهم من إذا ساعده جده ساعده حسن التدبير وضبط السياسة فى قنياته. والمحمود منهم من يساعده حسن التدبير وضبط السياسة. كذلك المجدود بالنطق والقنيات الروحانية، إذا ألف ما خطر على قلبه من أنوار الملكوت مجملا، غير مفسر ولا مؤول. إذا من الله عليه بالقوة الثانية الشريفة التى هى الفتح، فأول عن المتشابهات ووضع كل شيء منها موضعه، وأنزله منزلته، فقد بلغ من السعادة الروحانية المبلغ الذي يغبطه به الأولون والآخرون. فمن الله تعالى ذكره عليه به، فقال: إنا فتحنا لك فتحا مبينا. 20 فأسند أمر الفتح إلى وزيره [58] الذي أقامه بين ظهرانى أمته، كما أن ذا الجد يسند أمر تدبيره وكدخدائيته21 إلى منصوب يستوزره لنفسه في حفظ أملاكه. فيكون ذلك أهيب له وأجل لجاهه ومقداره، فهو ميكائيل،26 يعنى فتح ما وكاه23 جده مجملا، غير مفسر. ولا تضاف مثل هذه القوة إلا إلى الله تعالى ذكره وتقدست عظمته.
Page 119